أقول بكل صراحة ووضوح: إذا لم يُطْلِق التلفزيون السعودي، قناة فضائية خاصة، تعالج قضايا الشباب ومشكلاتهم، وما أكثرها، فليعلَم أنّ الخَطَر آتٍ، وداهِم لا مُحالة، وهذا لا يمكن قبوله، لا من ولاة الأمر، ولا من المجتمع، وأتعجّب كيف لم يُفَعِّل التلفزيون المادة (11) من السياسة الإعلامية، التي تطالب ب»رعاية الشباب رعاية خاصة». لقد عجزتُ عن فهم الأسباب، التي جعلته يُطْلق سِتّ قنوات فضائية رياضية، وأعترف أنني أجهل المبررات، مما يدفعني للتساؤل: هل هو على يقين بأنّ نسبة كبيرة من ال(18،707،576) سعوديا (إحصاء 1430ه) واقعة في غرام الرياضة، بحيث أصبحت معشوقتهم الأولى والأخيرة ، فلا ينامون، ولا يصحون، ولا يأكلون، ولا يشربون، إلا على إيقاعها؟!. قبل سنوات خَلَتْ، صدر أمر خادم الحرمين الشريفين (الملك عبدالله بن عبدالعزيز) إلى عدد من الجهات ذات العلاقة، من بينها وزارة الثقافة والإعلام، للاستفادة من دراسة أجراها مركز أسبار للدراسات والاستشارات والبحوث والإعلام عن «الشباب السعودي، وهمومه، وتطلعاته، وخُطَطه المستقبلية، لتفادي التحديات القائمة التي يواجهها، والمشكلات المحتملة» ولا أدري ما مصيرها؟! وأرجو ألا تكون توسّدت أرفف التلفزيون، الذي عليه أن يُفكِّر بأسلوب جديد، وأن يكون لجميع فئات المجتمع السعودي، فلا يُخصص ست قنوات للرياضيين، وقناة للاقتصاديين، وقناة للمثقفين، وقناة للأطفال، ويُهمل زهاء (4) ملايين شاب وشابة (إحصاء عام 1430ه) أعمارهم من (15) إلى (24) عاما، أيْ نحو (21%) من إجمالي السكان السعوديين، ونحو (35%) من السكان في عُمْر العمل، أليس من المجدي تحويل إحدى القنوات الرياضية الست، إلى قناة للشباب، أو يُخَصَّص جزء من ال(12،1) بليون ريال الذي رصدته الدولة، في خُطة التنمية التاسعة لوزارة الثقافة والإعلام، لإطلاق قناة للشباب، الذين أقرّت الخُطّة بأنهم «طاقة تبقى كامنة، ما لم ينجح المجتمع في إيجاد البيئة المساعدة، للاستفادة منها من خلال: السياسات، والبرامج المناسِبة». قناة خاصة للشباب أيها التلفزيون العزيز، هي من أوليّاتك، وأوْلَى أوّلِيّات الشّباب، ترفع من قُدْرتك على وضع العلاج الناجع لمشكلاتهم، وإلا فلتُقْفِل أبوابَك، بالضّبّة والمفتاح، وليحفظ الله شباب هذا الوطن للوطن. فاكس: 014543856 [email protected]