من الأمور المؤسفة أن مجلس الأمن أصبح وضعه أوهن من بيت العنكبوت، وفي ميثاقه الذي يسيّر أعماله ثغرة كبيرة لا بد من سدها حتى يكون له القدرة والاستطاعة الكاملة والشاملة لخدمة المجتمع الدولي، ومعاجلة المشكلات الطارئة التي تواجه صعوبة بين الحين والآخر، وهذه الثغرة المعيبة في ميثاق مجلس الأمن هي «مادة استخدام حق الفيتو».. هذه المادة من الضرورة بمكان العمل الجاد والحازم على حذفها من مواد الميثاق، حتى يكون بمقدور مجلس الأمن الدولي ردع الظالمين ونصرة المظلومين في أي مكان في العالم. والدول الكبرى التي تطبق (الفيتو) لتعطيل القرارات الدولية التي تخدم المبادئ الإنسانية هي دول متحيزة تجيز الظلم والباطل وقتل الأبرياء العزل وهدم المنازل على رؤوس أصحابها من الشيوخ والنساء والأطفال الذين لا حول لهم ولا قوة، وضرب المساجد والمستشفيات، وبإقرارها هذه الأعمال والأفعال تعاون وتساعد وتساند الطغاة العتاة على قتل شعوبهم بمدافع الهاون والصواريخ كما هو حاصل الآن في سوريا التي أهدرت فيها دماء الشعب السوري الزكية على يد نظام طاغٍ لا يعرف معنى الإنسانية. والدولتان اللتان استخدمتا حق (الفيتو) تتحملان العواقب الوخيمة والنتائج الرهيبة بإعطاء (النظام السوري) الضوء الأخضر لقمع الشعب السوري وكتم أنفاسه واستخدامه القوة العسكرية المفرطة، وهذه الدول التي ناصرت الظلم سوف تدور عليها الدوائر، لكون الظلم ظلمات في الحياة الدنيا وفي الآخرة. والآن آن الأوان أن تسعى الدول الكبرى التي يتكون منها مجلس الأمن لإلغاء ما يعرف بحق (الفيتو) وحذف ذلك من الميثاق إذا كانت تساند العدالة وتريد أن يسود السلام كل دول العالم، وفي هذه المرة الولاياتالمتحدةالأمريكية لم تكن راضية عن تصرفات وسلوكيات الصين وروسيا لموقفهما من القرار ضد الحكومة السورية وتصرفات النظام القائم على الجور والظلم، واتخاذهما الموقف المعاكس لإرادة الموقف الدولي المناصر لشعب سوريا المظلوم، ومن هذه الحادثة لعل وعسى أن تراجع أمريكا مواقفها من القضية الفلسطينية وتتخلى عن مناصرة إسرائيل.. ورب ضارة نافعة.. والله الموفق. هليل راشد السهلي - المدينة المنورة