طالب بعض المتابعين للمجال الإنشادي من المنشدين أن يتقدم المنشدون بإهدائهم بعض الأناشيد المجانية؛ كي لا يضطروا لنسخها من «السيديهات»، ومن ثم وضعها عبر شبكات الإنترنت، في حين تباينت ردود أقوال المنشدين حيال ذلك الطالب بالقول إن الجمهور لا يحترم ولا يقدر الفن الإنشادي، حتى وصل الحال بهم إلى شراء نسخة واحدة من الألبوم المعروض ومن ثم يقوم أحدهم بنشره على ساحات الإنترنت والمنتديات بالمجان دون حساب أو رقيب، كما تساءل البعض بالقول كيف يقدم المنشد عملا جيدًا لمحبيه وهو لا يجد الجمهور الذي يستحق ذلك الإهداء، في حين يستدرك آخر بأن هناك نوعا من الجمهور يحرص على حفظ حقوق المنشدين، لذا فهم يستحقون هذه الإهداءات الإنشادية، «الرسالة» بدورها فتحت الحديث مع بعض نجوم الفن الإنشادي وسألتهم عن مضامين ذلك المطلب.. وكيف يتعالون معه.. في البداية استنكر المنشد حمود الخضر أن تكون هذه الحملة عبارة عن ظاهرة يطالب بها جمهور النشيد، وقال: لا أعتقد أن الجمهور يطالب المنشدين أن يقدموا إهداءات إنشادية، مفسرا ذلك أن أغلب الأعمال الإنشادية التي يقدمها المنشدون للساحة الإنشادية عبارة عن إهداءات، متسائلا: فكيف يطالبون المنشدين بمثل هذه الإهداءات، وأضاف بقوله: «هناك الكثير من الإهداءات الإنشادية التي تقدم للجمهور من خلال المواقع والمنتديات الالكترونية فليس من حق أحد من الجمهور أن يطالب بذلك وله أن يرجع إلى أحد هذه المنتديات ليجد الكم الكبير من الإهداءات». واعتبر حمود أن الجمهور لا يقدر أحيانا الجهد الذي يبذله المنشد في صناعة ألبومه، والخسائر التي يتكبدها جراء سرقة الألبوم، وقال: «لو احترم الجمهور الفن الإنشادي وساهم في شراء ألبومات المنشدين، فهذا حتما سيجعل المنشدين يقدمون إهداءاتهم الإنشادية بكل حب وصدر رحب وسيكون التواصل بين المنشدين وجمهورهم سهلًا للغاية». رفض الفكرة من ناحيته اعترض المنشد أحمد الحداد على مسألة إلزام المنشدين بإهداءات معينة، مبينا أنه يرى بإمكانية تقديم هذه الإهداء طالما أنها قدمت على المنشد نفسه، وقال الحداد: لا أرى بأسا إذا قدم المنشد بعض الإهداءات للجمهور أو للمنتديات، ولكن بشرط أن تكون من تلقاء نفسه وبشكل طبيعي ومن غير مبالغة أو مغالاة». كما استنكر أحمد الضغوطات التي تأتي للمنشد بضرورة تقديم الإهداءات، فيقول: «أما إذا طلب الجمهور من المنشد تقديم الإهداءات الإنشادية أو مورست عليه ضغوطات لتقديم ذلك، فهذه لا تتناسب مع طبيعة الإهداء تكون غير صالحة أو غير نافعة»، وفسر الحداد رفضه لفكرة الإهداءات التي تكون بطلب مباشر من الجمهور من غير أن يكون للمنشد رغبة في ذلك لأن الهدية غالبا تعطى بنفس رضية من المهدي ولا تطلب طلبا، لأن الهدية إذا ما كانت بنفس رضية فلن تحقق الهدف منها». تعاون ضعيف من جانبه أكد المنشد سعيد بابعير أن الإهداءات تكثر بشكل كبير جدا وأن معظم المنشدين إهداءات لكل المتابعين وبخاصة في شهر رمضان المبارك الذي نجد الإهداءات فيه تكثر، وكذلك في بعض المواسم كالحج والعيد نرى معدل الإهداءات يتزايد بشكل كبير. مبينا أن هناك فئة من المنشدين تلتزم بشكل دوري مع متابعيها في تقديم إهداءاتها لهم ونشرها على المواقع الإلكترونية، كما أن هناك بعض الطلبات تأتي من جمهور النشيد في تقديم بعض الأناشيد ولا يتوانون عن تقديمها. قلة المطالبين أما رئيس فرقة إشراقة الفنية المنشد عبدالسلام الفواز فيفسر موقفه من هذه الإهداءات، بالقول: هذه المرة الأولى التي اسمع فيها بهذا المصطلح، حيث إني لا أعرف أن هناك زكاة للأصوات، وأكد عبدالسلام أن إخراج زكاة الأصوات التي يطالب بها جمهور النشيد لا تكون عن طريق الإهداءات الصوتية، وإنما بحضور الفنانين للحفلات والمهرجانات التي كون ربحها لصالح جمعية خيرية أو تكون لخدمة قضية معينة لا يكون الغرض من هذا الحفل ربحي بحت». مشددا على المنشدين الالتزام بحضور مثل هذه الاحتفالات ويكون ذلك إما بمبلغ رمزي أو من غير مقابل»، وأشار المثني إلى أن الجمهور دائما ما يبحث عن الأعمال الجديدة من قبل المنشد في المجال الفني، ويقول: «يتحتم على الفنان حينئذ تنفيذ هذه الرغبة عند محبيه من الجمهور لإشباع رغبتهم من خلال تنفيذ بعض الأعمال ونشرها، ويكون ذلك إما عبر ألبوم إنشادي جديد يصدره المنشد أو عبر مواقع الإنترنت من خلال الإهداءات أو الأعمال التي يقوم بها لجهات أخرى.