انتهجت بعض المنتديات الإنشادية على شبكة الإنترنت أسلوبا حديثاً لم يسبق لغيرها من المنتديات أن استخدمتها، فلجأت هذه المنتديات لأسلوب التهديد المباشر لشركات الإنتاج بهدف الحصول على أناشيد حصرية أو ألبومات لم ترَ النور بعد، وتسعى هذه المنتديات لجذب أكبر شريحة من الأعضاء إلى المنتدى كونه يتميز بجديد الساحة الإنشادية. وكانت هذه المنتديات سابقاً تحاول جاهدة الحصول على بعض الألبومات الجديدة من مصادرها الخاصة بغرض نشرها على منتداها بشكل حصري من غير الاستئذان من صاحب الحق، متجاهلة حفظ الحقوق والآداب الإسلامية التي توصي بعدم السطو على حقوق الآخرين. كما أن أغلب ما تنشره هذه المنتديات تكتب عليه عبارة (حصري) وهو في الأصل ليس حصرياً عليهم أو بالأصح لا يحق لهم نشره إلا أنهم يستخدمون عبارة (حصري) من باب إخطار الأعضاء أن المنتدى قادر على استقطاب جديد الإنشاد. رسالة تهديد وحصلت الرسالة على نص الرسالة الموجهة من المنتدى إلى إحدى شركات الإنتاج المهتمة بالنشيد الإسلامي يطالبون فيها الشركة بإعطائهم إحدى أناشيد الألبوم الجديد لنشره على المنتدى بشكل حصري، ومما جاء في نص الرسالة: " نطلب منكم إعطاءنا نشيداً حصرياً لنشره على المنتدى، ونعد بعدم نشر الألبوم كاملاً على الشبكة ". إلا أن الشركة رفضت هذا الطلب وتجاهلتهم، مما دعا بعض أعضاء المنتدى لشراء نسخة من الألبوم في يوم التدشين وسرعة نشره بشكل كامل وحصري على المنتدى، ما سبب خسائر كبيرة للشركة كون كثير من المتابعين للمنتدى سيحصلون على الألبوم من خلاله من غير أن يدفعوا ريالاً واحداً للشركة. جمهور غاضب واعتبر جمهور النشيد الإسلامي أن ما قام به هذا المنتدى من وسائل جديدة واستحداث وسيلة التهديد في جلب جديد الإنشاد الهادف خطوة تثير القلق لمستقبل النشيد الإسلامي، كونه لا يجد من يقف معه ويدعمه، وها هو الآن يجابه بالتهديد، ويقول مصطفى أحمد، أحد جمهور النشيد، لم أكن أتوقع أن يصل الأمر إلى هذا الحد، واصفاً ما حدث أنه لا يرقَ للمبادئ الإسلامية الحسنة، مؤكداً أن هذه السرقات لا ينبغي أن تكون داخل الفن الإسلامي. كما وجه أحمد كمال، متابع للنشيد، توصية للمنتديات الإنشادية فحواها: أود من المنتديات التي تنشر بعض الألبومات بشكل غير قانوني أن تحاول شراء الألبوم بالحق الإلكتروني بمبلغ يرضي الطرفين، وتقوم بعد ذلك ببيع المادة الصوتية كما تفعل مواقع الفن الهابط، وهذا الحل الأنسب. كما طالب شركات الإنتاج أن تحدد مدة زمنية للحقوق تُطبع على غلاف الألبوم، وبهذا التحديد فإنه ستكون شركات إنتاج تتعامل باحترافية، وبذلك ستستفيد الشركة من العائد المادي، ويسهل نشر الفن الهادف بعد انتهاء المدة الزمنية المحددة، ليعم الخير على الجميع. همنا نشر الفن وتبرر هذه المنتديات نشر الألبومات على صفحاتها بشكل كامل وحصري أن الفن الإسلامي يحتاج إلى إبراز قوي حتى يستطيع منافسة الغناء الهابط، وتوضح أن بعض المنتديات الإنشادية الأخرى تحتكر الفن الإسلامي لها وتذيل أي أغلب موضوعاتها بعبارة "لا نبيح النقل إلا بذكر المصدر"، وتقول: من سياسات العمل الذي نساهم به نشر النشيد الإسلامي أن تكون المادة في متناول الجميع ومنعاً لاحتكار العمل على الشبكة فقط. وتضيف الشبكة أن أحد الأسباب القوية لنشأة المنتدى هو مضاهاة انتشار الفن الهابط، وكما نشاهد أن دائرة جمهور الفن الهابط تتوسع من يوم لآخر، وبالمقابل لا نرى إلا انحصاراً وتقوقعاً للفن الملتزم حول فئة قليلة من الجمهور. كما استخدمت هذه المنتديات بعض الفتاوى الشرعية التي تبيح نسخ هذه الأعمال ونشرها للناس من باب أن تعم الفائدة للجميع، وحاولوا بذلك إقناع الناس بشرعية ذلك العمل، مؤكدين أنهم يحملون نفس الهم الذي يحمله غيرهم في المنتديات الإنشادية الأخرى وهو إيصال الفن الهادف إلى جميع أنحاء المعمورة، ولا يعني تخلي البعض عن نشر الألبومات الكاملة على المنتديات أن من خالفهم فهو مخطئ لا محالة، فالتبعية والتقليد ليست من أخلاقياتنا، ولسنا إمعة إن أحسن الناس أحسنوا وإن أساؤوا أسأنا. يوسف عبدالقدير: سرقة الحقوق تودي بالنشيد الهادف إلى الحظيظ تصدى مجموعة من الشباب الغيورين على الفن الإسلامي لظاهرة سرقة الألبومات الإنشادية من قبل بعض المنتديات الإنشادية رغبة منهم في وضع حد لهذه الظاهرة وعدم التمادي في السرقات، مؤكدين أن الفن الإسلامي فريد من نوعه وينبغي الحفاظ عليه لأنه يحمل في طياته رسالة هادفة وكلمات تتحدث عن الأخلاق الإسلامية الرائدة. وقال يوسف عبدالقدير، أحد أفراد المجموعة، أننا نسعى حالياً لتبني هذه القضية والدفاع عن سرقات الألبومات الإنشادية، ونهجنا في ذلك ثلاث خطوات، الخطوة الأولى: أننا بصدد مراسلة أحد المشايخ الكبار، للحصول على فتوى واضحة تحرم سرقة هذه الألبومات. وأشار عبدالقدير إلى أن الخطوة الثانية تتمحور حول التواصل مع أحد المشايخ الذين لهم كلمتهم بين الناس وإيضاح هذه الأمور معه، ليقوم الشيخ بدوره بإيقاف المنتدى عند حده، وتجريم هذا العمل الذين يقومون به. وأما عن الخطوة الثالثة التي سيقومون بها، فيقول يوسف: سنحصر عدد الألبومات الإنشادية التي تنشرها المنتديات على صفحاتها بشكل غير صحيح وسيتم التواصل مع المؤسسات الإعلامية التي أصدرت هذه الألبومات للحصول على تأييد كبير من المؤسسات ورفع القضية للمحكمة. واعتبر يوسف أن قضية حفظ الحقوق لم يعد لها أهمية عند كثير من الناس، فباتت السرقات سواء على مستوى الأناشيد الإسلامية و غيرها ملحوظة بشكل كبير، مشدداً على ضرورة الالتفاف لهذه القضية، وتجريم كل من يتعدى على الحقوق حتى يستمر العطاء الفني الهادف بشكل جيد، وإلا فمثل هذه الأمور قد تؤدي بالنشيد الهادف إلى الحظيظ.