انتهجت بعض المنتديات الإنشادية على شبكة الإنترنت أسلوبًا حديثًا غير مسبوق، حيث باتت عمد لتهديد شركات الإنتاج بشكل مباشر للحصول على أناشيد حصرية أو ألبومات لم ترَ النور بعد، وتسعى هذه المنتديات لجذب أكبر شريحة من الأعضاء إليها عبر التميز بطرح الجديد على الساحة الإنشادية. وكانت هذه المنتديات في السابق تسعى جاهدة للحصول على بعض الألبومات الجديدة من مصادرها الخاصة بغرض نشرها على منتداها بشكل حصري من غير استئذان من صاحب الحق، متجاهلة الحقوق الأدبية والمادية والآداب الإسلامية، التي تحث على عدم السطو على حقوق الآخرين. كما أن أغلب ما تنشره هذه المنتديات تكتب عليه عبارة (حصري) وهو في الأصل ليس حصريًا لهم أو بالأصح لا يحق لهم نشره إلا أنهم يستخدمون عبارة (حصري) من باب إخطار الأعضاء بأن المنتدى قادر على استقطاب جديد الإنشاد. “الرسالة” من جانبها سعت لتسليط الضوء على هذه المسألة فكانت الحصيلة التالية: الاستعانة بالمشايخ بداية يوضح مصمم المواقع عبدالرحمن العبالي أن مجموعة من الشباب الغيورين على الفن الإسلامي تصدوا لظاهرة سرقة الألبومات الإنشادية من قبل بعض المنتديات الإنشادية رغبة منهم في وضع حد لهذه الظاهرة وعدم التمادي في السرقات، مؤكدين أن الفن الإسلامي فريد من نوعه وينبغي الحفاظ عليه؛ لأنه يحمل في طياته رسالة هادفة وكلمات تتحدث عن الأخلاق الإسلامية الرائدة. وقال: نسعى حاليًا لتبني هذه القضية ومحاولة إيقاف سرقات الألبومات الإنشادية، وانتهجنا في ذلك ثلاث خطوات، الخطوة الأولى: أننا بصدد مراسلة أحد المشايخ الكبار، للحصول على فتوى واضحة تحرم سرقة هذه الألبومات. والخطوة الثانية هي التواصل مع أحد المشايخ الذين لهم كلمتهم بين الناس وإيضاح هذه الأمور معه، ليقوم الشيخ بدوره بإيقاف المنتدى عند حده، وتجريم هذا العمل الذين يقومون به. أما الخطوة الثالثة التي سيقومون بها، فتتمثل في حصر عدد الألبومات الإنشادية التي تنشرها المنتديات على صفحاتها بشكل غير صحيح وسيتم التواصل مع المؤسسات الإعلامية التي أصدرت هذه الألبومات للحصول على موافقتها ورفع القضية للمحكمة. واعتبر عبدالرحمن أن كثيرًا من الناس لم يعودوا يهتمون بقضية حفظ الحقوق، وتبعًا لذلك انتشرت السرقات سواء على مستوى الأناشيد الإسلامية وغيرها وأصبحت ملحوظة بشكل كبير، مشددًا على ضرورة الانتباه لهذه القضية، وتجريم كل من يتعدى على الحقوق حتى يستمر العطاء الفني الهادف بشكل جيد، وإلا فمثل هذه الأمور قد تؤدي بالنشيد الهادف إلى الدرك الأسفل. التعامل باحترافية من جانبه أوضح المنشد صهيب الراوي أن المنتديات التي تستخدم أسلوب التهديد لجلب جديد الإنشاد الهادف خطوة تثير القلق لمستقبل النشيد الإسلامي، كونه لا يجد من يقف معه ويدعمه، وها هو الآن يواجه تهديدًا جديًا، منوهًا إلى أنه لم يكن يتوقع أن يصل الأمر إلى هذا الحد، واصفًا ما حدث أنه لا يرق للمبادئ الإسلامية الحسنة، وأن هذه السرقات لا ينبغي أن توجد داخل الفن الإسلامي. كما وجه الراوي توصية للمنتديات الإنشادية فحواها: أود من المنتديات التي تنشر بعض الألبومات بشكل غير قانوني أن تحاول شراء الألبوم وحقوق البث الإلكتروني بمبلغ يرضي الطرفين، وتقوم بعد ذلك ببيع المادة الصوتية كما تفعل مواقع الغناء، وهذا الحل الأنسب. كما طالب الراوي شركات الإنتاج بأن تحدد مدة زمنية للحقوق تُطبع على غلاف الألبوم، وبهذا التحديد فإنه ستكون شركات إنتاج تتعامل باحترافية، وبذلك ستستفيد الشركة من العائد المادي، ويسهل نشر الفن الهادف بعد انتهاء المدة الزمنية المحددة، ليعم الخير على الجميع. عمومية الضرر أما المنشد سعيد أحمد فقد اعتبر أن هذه التصرفات التي تقوم بها المنتديات لا تنم إلا عن فشلها في وضع مادة هادفة تجلب لها المتابعين، مبينًا أن هذه التصرفات قامت بها القلة ولكن ضررها يشمل الكل وليس شخصًا بعينه، فهؤلاء عندما يقومون بوضع أنشودة حديثة نزلت في السوق فإنهم بفعلتهم هذه يكونون قد حكموا على المجال الإنشادي بالزوال. وبين سعيد أنه في حالة قيام أي من المنتديات بتهديد أحد المنشدين بإرسال أنشودة إليهم، فعليه عدم الالتفات إليهم، وأن يتجه للجهات الرسمية مباشرة لتقديم شكوى ضد من تسول له نفسه التعدي على حقوق الغير، وإن كان في أصله تم شراؤه ووضعه عبر مواقع الإنترنت.