أكد مصدر دبلوماسي خليجي في الجامعة العربية ل «المدينة» أمس أن الاعتراف بالمجلس الوطني السوري المعارض يلقي قبولا خليجيا، وسيكون أحد الخيارات المطروحة بقوة أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة الأحد المقبل، إذا تمت التوصية به باجتماع وزراء خارجية دول الخليج في الرياض السبت المقبل. وفيما قررت دول الخليج أمس، استدعاء سفرائها من سوريا، والطلب من سفراء النظام السوري مغادرة أراضيها «بشكل فوري»، منددة بما وصفته ب»المجزرة الجامعية ضد الشعب الأعزل». استبعد مصدر آخر من الجامعة العربية في حديث إلى «المدينة»، صدور قرار مماثل من الجامعة، معتبرا أن قرار استدعاء السفراء أو سحبهم قرار سيادي لكل دولة. واستدعت دول بلجيكا وبريطانيا واسبانيا وفرنسا وايطاليا وهولندا سفراءها من سوريا؛ «للتشاور»، فيما يتم الاعداد لحزمة جديدة من العقوبات الاوروبية ضد نظام بشار الاسد. إلى ذلك، اعلن الرئيس السوري بشار الاسد أمس استعداد بلاده للتعاون مع اي جهد يدعم الاستقرار في سوريا خلال لقائه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، شاكرا روسيا على مواقفها في مجلس الامن الدولي، في اشارة الى الفيتو الذي وضعته موسكو وبكين على مشروع قرار يدين قمع الحركة الاحتجاجية في البلاد.ولاحقا، ابدت الولاياتالمتحدة شكوكها في تعهدات الأسد ودعت دمشق الى وضع حد فوري للعنف. وفي تركيا، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده تعد مبادرة جديدة مع الدول التي تعارض الحكومة السورية، وبأنها ستدعم الشعب وليس النظام، واصفا استخدام الصين وروسيا ل «الفيتو» ب «الفشل الذريع».من جهتها، نفت ايران أي تدخل في سوريا كما اتهمتها جماعة الإخوان المسلمين المعارضة، واعلنت ارسال مسؤول رفيع المستوى الى دمشق للتشاور. واشادت بموسكو وبكين لاستخدامهما الفيتو على قرار في مجلس الامن يدين سوريا. واتخذت الدول الخليجية خطوة حاسمة تجاه «النظام السوري» عبر طرد سفرائه واتهامه بارتكاب «مجرزة جماعية واجهاض» الجهود العربية للتوصل الى حل للازمة المستفحلة في هذا البلد الذي يشهد مواجهات دامية بين المحتجين والسلطات. واكد بيان رسمي لمجلس التعاون شديد اللهجة أمس الثلاثاء ان «السعودية رئيس الدورة الحالية تعلن بان دول المجلس قررت سحب السفراء من سوريا والطلب في الوقت ذاته من جميع سفراء النظام السوري مغادرة اراضيها وبشكل فوري». واوضح ان هذه الخطوة تاتي «بعد ان انتفت الحاجة لبقائهم بعد رفض النظام السوري كل المحاولات واجهضت كافة الجهود العربية المخلصة لحل هذه الازمة وحقن دماء الشعب السوري». واشار الى ان الدول الخليجية «تتابع ببالغ الاسى والغضب تزايد وتيرة القتل والعنف في سوريا الذي لم يرحم طفلا او شيخا أو امرأة، في اعمال شنيعة اقل ما يمكن وصفها به بالمجزرة الجماعية ضد الشعب الاعزل دون اي رحمة». واكد ان دول الخليج «تشعر بالاسى البالغ والحزن الشديد على هدر الارواح البريئة، وتكبد التضحيات الجسيمة، لا لشرف الدفاع عن الوطن ضد معتد اجنبي ولكن لتحقيق مآرب شخصية تهدف إلى الصراع على السلطة دون اعتبار لكرامة المواطن السوري وحريته». من جهة اخرى، اعلن السفير الروسي لدى الاممالمتحدة فيتالي تشوركين ان روسيا تخشى ان تؤدي الانتقادات الحادة التي اعقبت لجوءها الى «الفيتو» في مجلس الامن على خلفية الازمة السورية، الى «تسميم» علاقاتها مع العالم العربي. ونفى في مؤتمر صحافي أمس مزاعم نشرت على الانترنت مفادها انه خاض جدلا حادا مع رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم خلال المفاوضات حول سوريا الاسبوع الفائت في مجلس الامن. والتقى الرئيس السوري امس وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف. وصرح الأخير انه عقد لقاء «مفيدا جدا» مع الاسد، ونقل عنه التزامه العمل «على وقف اعمال العنف ايا كان مصدرها» في بلاده، مضيفا ان الاسد سيعلن قريبا جدولا زمنيا لاستفتاء حول الدستور.على الصعيد ذاته، حض السناتور الجمهوري جون ماكين، الولاياتالمتحدة على درس فكرة تسليح المعارضة السورية التي تقاتل القوات التابعة لنظام الرئيس بشار الاسد. واعتبر ان الازمة في سوريا «تختلف كثيرا» عن الحالة الليبية، داعيا روسيا والصين الى دعم تحرك الاممالمتحدة ضد نظام بشار الاسد. وقال كيري بمناسبة زيارة وزير الخارجية الاسرائيلي افيجدور ليبرمان للكونجرس ان «سوريا تختلف كثيرا» عما شهدته ليبيا العام الفائت ودفعت قوات الحلف الاطلسي الى التدخل عسكريا ضد نظام معمر القذافي. واضاف المرشح السابق للانتخابات الرئاسية الاميركية «انه مجال تحرك مختلف الى حد بعيد، مع لاعبين مختلفين كثيرا وافاق مختلفة كثيرا». واوصى كيري بتبني «نهج مختلف» مع سوريا، وقال «علينا ان ندين ما يحصل والعمل مع الصين وروسيا لنرى ما اذا كنا قادرين على دفعهما الى تغيير موقفهما».