أكد عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى الدكتور عبدالعزيز بن رشاد سروجى ضرورة استحداث ادارة لتفويج الحشود الى المسجد الحرام، وذلك لضمان عدم التكدس خاصة عند اداء طوافي الافاضة والوداع في موسم الحج وكذلك خلال شهر رمضان. وشدد في حوار خاص للمدينة على اهمية فرض عقوبات رادعة للحد من دخول الحجاج بدون تصاريح الى المشاعر، وذلك بعد انتهاء مرحلة التوعية. واشار الى رصد بعض الملاحظات العام الماضي على قطار المشاعر تتعلق بضرورة تفعيل التنظيم بصورة اكبر اثناء دخول وخروج الحجاج الى المحطات مؤكدا ان التوسعة الجديدة للمطاف سترفع طاقته الاستيعابية من 50 الفا الى 130 الف شخص في الساعة الواحدة. وانتقد مستوى النظافة في المشاعر المقدسة خلال موسم الحج الماضي ووصفه بالسيئ على حد قوله. وقال إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اطلع على آخر دراسات مشروع توسعة المطاف وأبدى ارتياحًا كبيرا لها ووجه بتنفيذها، مشيرا الى انها ستكون أكبر توسعة للمطاف على مرالعصور. واشار الى ان الدراسات الجديدة للمعهد هذا العام تتناول إدارة الحشود في المنطقة «المركزية» للمسجد الحرام للحد من من مشاكل الازدحام يوم الثانى عشر من ذى الحجة خلال أداء الحجاج لطوافي الإفاضة والسعي والوداع، مشيرا الى ان المسجد الحرام شهد العام الماضي ازدحامًا شديدًا لم يسبق له مثيل في السنوات الأخيرة. كما سيدرس المعهد منظومة النقل وتقنية المعلومات في المشاعر المقدسة وكيفية معالجة النقص الحاصل فيها مشيرًا الى انه سيتم اجراء دراسات حديثة تتناول الأماكن التاريخية في المدينةالمنورة ومواقع الزيارة وما يتعلق بآثارها وكيفية المحافظة عليها. ووصف موافقة خادم الحرمين الشريفين مؤخرًا على إضافة مسمى أبحاث العمرة على المعهد بأنها تشكل نقلة جديدة للباحثين في تقديم دراسات وأبحاث تتعلق بالعمرة بعد أن كان التركيز على أبحاث الحج فقط، فإلى نص الحوار. صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين مؤخرًاعلى إضافة مسمى العمرة على المعهد، ما مغزى ومدلولات التسمية الجديدة؟ لاشك أن هذا المعهد فريد من نوعه وفي مجاله ولا يوجد له نظيرعلى مستوى العالم، ونحن نتوقع نقلة علمية في المخرجات البحثية بعد الدعم الذي حصل عليه المعهد من خادم الحرمين الشريفين. ما أبرز الملاحظات التي رصدها المعهد خلال موسم الحج الماضي؟ هناك بعض الملاحظات التي أكد عليها سمو الأمير خالد الفيصل في عدد من لقاءاته ومن أبرزها ظاهرة الافتراش التي مازالت تؤرق المسؤولين بسبب الحجاج غير النظاميين والذين لايمكن التنبوء باعدادهم خاصة وانهم يعمدون الى الافتراش في الطرقات ويؤثرون على وصول الخدمات الى الحجاج النظاميين، ونحن نحتاج إلى قوانين رادعة تضبط وتحد بشكل أساسي من اعداد الحجاج غير النظاميين، كما رصدنا سوء مستوى النظافة في المشاعر المقدسة وكثرة استخدام الدراجات النارية التي تسبب مشاكل كبيرة للحجاج بل تسيئ إلى الخدمات، وقد تم رفع جميع الملاحظات الى الجهات المعنية. وفي مقابل ذلك لمسنا اثارًا ايجابية لتشغيل القطار بكامل طاقته الاستيعابية موسم الحج الماضي وهناك اهتمام كبير من المسؤولين بتنظيم منظومة النقل. ملاحظات على القطار هل رصدتم ملاحظات على القطار بعد تشغيله بكامل طاقته؟ القطار شكل نقلة نوعية في منظومة النقل في المشاعر المقدسة وسجل أعدادًا كبيرة في عملية النقل ووجود الملاحظات لايشكل جانبا سلبيا لهذه الخدمة، أو يقلل من شأنها، ومما لوحظ أنه يحتاج إلى ترتيب وتنظيم أكثر في الجوانب الإدارية وفي عملية صعود الحجاج ونزولهم وتنظيم الرحلات وهي من الملاحظات الثانوية وتم التواصل مع الجهات ذات العلاقة بشأن ذلك. ما أبرزالدراسات التي سيطرحها المعهد خلال هذا العام؟ نحن نؤمن أن جميع الحلول لابد أن تكون على أساس بحثي علمي رصين حتى تكون النتائج مثمرة والمعهد يقدم أبحاثه على مدار العام، وفي العام الماضي قدم 50دراسة وبحثا وبرنامجا في موسمي رمضان والحج تناولت شتى المجالات المختلفة ذات العلاقة بالحج والعمرة، ومن ضمن الدراسات التي سنتناولها هذا العام إدارة الحشود في المنطقة المركزية من وجهة نظر هندسية وبيئية وسلوكية واعلامية، كما سنطرح دراسات في منظومة النقل وتقنية المعلومات، ونحن نتطلع الى ان نخرج بمشاريع بحثية كبيرة يشارك فيها عدد من المختصين، كما نفتح الأبواب لكافة الباحثين المهتمين بالأبحاث ذات العلاقة بالحج والعمرة ليس فقط من داخل الجامعة بل من أي جهة. حلول لزحام الطواف ** بعد تنفيذ مشروع توسعة جسرالجمرات والمشاريع التطويرية في المشاعرلايزال الوضع داخل المسجد الحرام على ما هو عليه وقد شهد الحج الماضي حشدا ضخما من الحجاج يوم الثانى عشر.. هل من حلول للزحام يوم عودة الحجيج لأداء طوافي الإفاضة والوداع؟ ينبغي ان ننظر إلى الحج كمنظومة متكاملة بمعنى أننا لانستطيع أن نقوم بدراسة موقع أو مشروع أو مرفق معين بمعزل عن المرافق الأخرى، ونحن الآن رفعنا الطاقة الاستيعابية لجسر الجمرات، حيث بلغت نصف مليون في الساعة، وانتقلت المشكلة إلى منطقة المسجد الحرام التي اصبحت بحاجة إلى زيادة الطاقة الاستيعابية وادارة لتفويج الاعداد المتوجهة الى المسجد الحرام وفقا للطاقة الاستيعابية ومعدلات الزحام. ماذا تم بخصوص مشروع توسعة المطاف؟ اطلعنا على موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في رمضان الماضي بتوسعة المطاف وقبلها توسعة الساحة الشمالية إلى مليون و 200ألف مصلٍ مما سيزيد الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام إلى أن تصل قرابة 205 مليونا وتعتبر هذه اكبر توسعة مرت على تاريخ المسجد الحرام وهذا ما اعتدناه من هذه الدولة المباركة التي نذرت نفسها وجهدها وعملها لخدمة الحرمين الشريفين، وقد وجه المليك بالبدء في مشروع توسعة المطاف لأهمية هذا المشروع ولرفع المعاناة عن الحجاج والمعتمرين أثناء أداء طوافهم، وهذا المشروع سيزيد الطاقة الاستيعابية للمطاف من 50 ألف طائف في الساعة إلى 130 ألف طائف وهذا رقم كبير جدًا، ولذلك لابد أن يكون هناك تنظيم وترتيب للدخول إلى المسجد الحرام لأداء طواف الإفاضة والوداع حتى لا نسمح بالتكدس ومن ثم نبحث عن الحلول اي ان حل المشكلة يجب ان ينبع من الجذور. ما ابرزالمقترحات التي قدمها المعهد لإنجاح حملة لا حج إلا بتصريح؟ المعهد قيّم الحملة وأثبتت الدراسة جدواها، وهذه الحملة لها دور كبير وفاعل في تقليل عدد الحجاج غير النظاميين ولكن لابد من وضع قوانين وأنظمة تضبط هذه العملية، وقد انتقلنا من مرحلة التوعية والإرشاد للحجاج غير النظاميين إلى مرحلة أخرى وهي وضع قوانين وأنظمة تضبط هذه العملية حتى لا يحدث هناك خلل، لأننا بغض الطرف عن مثل هذه الأعداد غير النظامية نوفر بيئة للافتراش وسوء النظافة والحوادث التي لاتحمد عقباها لاقدر الله من شدة الزحام، والمعهد قدم بعض المقترحات وشارك في عدد من ورش العمل المختصة بهذا الجانب وطرح بعض الأفكار. ** ما أبرز ما سيناقشه الملتقى العلمي الرابع لأبحاث المدينةالمنورة الذي يعقد ربيع الآخر القادم؟ في البداية أتوجه بالشكرالجزيل لصاحب السمو الملكي الأميرعبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينةالمنورة على موافقته لرعاية هذا الملتقى العلمي الرابع لأبحاث المدينةالمنورة والذي سيعقد في الفترة من 20 -22 ربيع الآخر القادم بفندق دار الإيمان إنتركونتننتال، وهذا الملتقى يعقد كل عامين ويعنى بكافة الدراسات والأبحاث ذات العلاقة بالمدينةالمنورة وبمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم والمنطقة المركزية في المدينةالمنورة، وفي هذا الملتقى أدخلنا عنصرًا جديدًا لأهميته هو استكتاب الباحثين لإبراز ما لديهم من أبحاث وأفكار حول محور تاريخ وجغرافية المدينةالمنورة، بالإضافة إلى المحاور الخمسة الأخرى المتعلقة بكافة التخصصات والمجالات البحثية للمعهد وهي محور البيئية والصحة ومحور الإدارة والاقتصاد والخدمات ومحور تقنية المعلومات وتطبيقاتها ومحورالتوعية والإعلام ومحور العمران والتطبيقات الهندسية. ولا شك أن محور تاريخ وجغرافية المدينةالمنورة يحتاج إلى عمق في البحث ووضع التصورات والمقترحات في كيفية المحافظة عليها وحماية الآثار من التصرفات غير الصحيحة، وقد استقبلنا عددًا من الأبحاث المتعلقة بالملتقى من عدد من الدول العربية، والمعهد يحظى بدعم كبير من ولاة أمر هذه البلاد وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين الأمير نايف بن عبدالعزيز وسمو أمير منطقة مكةالمكرمة وسمو أمير منطقة المدينةالمنورة ووزيرالتعليم العالى ومديرجامعة أم القرى. وسيتم خلاله عقد بعض حلقات النقاش وورش العمل عن بعض المواضيع ذات العلاقة بأمور المدينةالمنورة والزيارة، وقد تم تدشين موقع للملتقى لاستقبال البحوث والتواصل مع الجهات المختلفة الحكومية والخاصة لطرح ما لديهم من أفكار ومشاريع ورؤى. جهة بحثية فقط ما دور المعهد في تنفيذ الدراسات والحلول التي يقدمها لتطوير مشاريع الحج والعمرة؟ نحن جهة بحثية استشارية أكاديمية وليست تنفيذية وكل الدراسات نتناولها بالأدوات العلمية للبحث العلمي ويخصص لها الباحثون وتدرس ثم الخروج بعد ذلك بالتوصيات، ولاينتهي دورالمعهد عند ذلك بل يقوم بإيصال هذه التوصيات للجهات ذات العلاقة بالموضوع أو الخدمة مثل وزارة الحج والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام أو وزارة الشؤون البلدية والقروية. ويتم التواصل مع الجهة المعنية للتناقش من أجل تنفيذ هذه التوصيات ونحن نتكامل مع غيرنا وليس من اختصاصنا تطبيق الدراسات لكننا نقدم الاستشارة العلمية للجهة التنفيذية ونحن نعتبر الذراع الفنية والبحثية للجهات التي تقدم الخدمات للحجاج والمعتمرين، نتكامل معهم في خدمة هذا النسك العظيم وهذا ما تنشده الدولة من اجل الارتقاء بمنظومة الحج والعمرة. هل الملتقى سيشهد مشاركة من الأكاديميات والباحثات؟ نعم لدينا ما بين خمسة إلى ستة أبحاث من العنصر النسائي والمجال متاح لكافة الباحثين والباحثات للمشاركة بما لديهم من أطروحات وأوراق علمية.