لفتت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن ارتفاع المعدلات اليومية للحرارة سيؤثر على زيادة كثافة السيول والأمطار في المملكة خلال الأعوام القادمة.. جاء ذلك خلال مشاركتها في الملتقى الخليجي السابع للزلازل بورقة عمل تحت عنوان « تأثير التغيرات المناخية على السيول في المملكة العربية السعودية»، في المحور الخاص بالمخاطر والكوارث الطبيعية وعلاقتهما بالتغير المناخي، الذي انعقد في مدينة جدة الأحد الماضي، ويستمر حتى بعد غد (الأربعاء ). وناقشت الورقة تأثير التغيرات المناخية في الآونة الأخيرة على المملكة العربية السعودية، حيث تشير إلى منعطف نحو زيادة في درجات الحرارة وزيادة في وتيرة وكثافة السيول. وكشفت الورقة عن استقصاء حول الآثار المحتملة لمناخ المملكة على جريان الماء السطحي في المستقبل، والذي يجرى باستخدام برنامج بريسي(PRECIS) الذي يعنى ب» آثار التغيرات المناخية على المستوى الإقليمي»، وهو نموذج للمناخ الإقليمي قام بوضعه مركز هادلي بمقر مكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة. وصمم خبراء الهيئة العالمية الشبه الحكومة للتغير المناخي العديد من سيناريوهات الانبعاثات، والتي اعتمد منها في الدراسة سيناريو الانبعاثات الغازية العالية ((A2 و سيناريو الانبعاثات الغازية الدنية B2))، لتحديد آثار التغير المناخي في نهاية القرن ال21 على مستوى المملكة العربية السعودية. واستعرضت الورقة موضوع البحث الذي قام بتقسيم المملكة العربية السعودية إلى ست مناطق واختير سبعة و ثلاثون موقعاً فيها لدراسة معدلات التغيرات اليومية في كل من درجات الحرارة، الأمطار، سرعة الرياح السطحية، التبخر السطحي، و الجريان المائي إلى جانب اتزان رطوبة التربة. وكان من أهم النتائج ارتفاع المعدل اليومي للمناطق الستة ما بين عام (2071 – 2100 م) مقارنةً بالأعوام بين (1961 – 1990 م) لكل من الحرارة التي بلغت 3o م إلى 4,2o م، والأمطار التي زادت بمعدل 23% إلى 41%، وجريان المياه بنسبة 79% إلى 226% عن مقداره الحالي على المملكة. يذكر أن المملكة تحتضن «الملتقى الخليجي للزلازل» لأول مرة، والذي يعقد مرة كل عام أو عامين، ويشارك فيه خبراء من 22 دولة عربية وأجنبية بأبحاث ودراسات متميزة لآخر التطورات والأبحاث العلمية في مجال الزلازل والبراكين والمخاطر الجيولوجية. ويهدف الملتقى إلى دراسة مخاطر الزلازل ومدى تأثيرها على البنية التحتية، إلى جانب معايير البناء الواجب توافرها لتفادي تلك المخاطر.