أرجع مختصون في الباحة حوادث النقل المدرسي المؤلمة إلى تهالك الحافلات وتهور السائقين فيما حمّل متعهد النقل المدرسي بالباحة رداءة الطرق وتهور المواطنين مسؤولية تلك الحوداث مشيرًا إلى أنه استخدم حافلاته في موسم الحج الماضي، وكانت وزارة التربية والتعليم على علم بذلك. بينما أعرب مدير التعليم بالمنطقة عن تطلعه إلى تحسين مستوى الخدمة بما يوافق طموحات الجميع. في البداية يتساءل المواطن حسن سعيد عبدان: لماذا لا يلتزم المتعهد بنقل الطالبات بتأمين الحافلات الملائمة دون اسنادها إلى متعهدين من الباطن. وقال: أغلب السائقين لا يلتزمون بوقت محدد، ولا يوصلون بناتنا إلى أماكن قريبة من المنزل بالرغم من مطالباتنا بذلك أكثر من مرة. وأضاف أحمد علي: نعاني من عدم التزام السائقين والسرعة الزائدة، ودائمًا ما تتصل مديرة المدرسة تخبرنا أن السائق لن يحضر، وبذلك اضطر لنقل بناتي وبنات جيراني، وهو ما يؤثر في عملي في كثير من الأحيان. ويضيف صالح الحاسنة، ومحمد أحمد: بناتنا كثيرًا ما يشتكين من السرعة الزائدة للسائقين، وإنزالهن في أماكن بعيدة عن المنزل بحجة عدم مقدرة الباص على الوصول إلى داخل القرى، ولذلك نتمنى من المسؤولين مراعاة ذلك حرصًا على الفتيات. من جهته يقول مدير الشركة المتعهدة بالنقل المدرسي بالباحة عوض المالكي: إن وضع النقل المدرسي في المنطقة جيد ونحن في تطور من عام لآخر و نستفيد من أخطائنا لأن التجربة في بداياتها، واعتبر التضاريس أبرز العقبات أمام النقل المدرسي. مشيرًا إلى وجود أماكن لا تستطيع الحافلات دخولها لضيق شوارعها، كما أن المناخ عائق كبير أمام تقديم الخدمة المطلوبة خاصة في موسم الأمطار والضباب. وقال المالكي: المواطن والمسؤول في المنطقة لا يعلم الجهود التي نقدمها، ففي المنطقة حوالى 22 ألف طالبة في جميع المراحل، وقد وقعنا عقودنا مع التعليم على نقل 15 ألف طالبة، وهذه السنة زادت النسبة 10%، ومع ذلك نقوم بنقل جميع الطالبات، والمواطن لا يعلم أننا نأخذ أجرة مقابل عدد معين. والحال نفسه في المخواة المطلوب منا نقل 7800 طالبة بينما نحن ننقل 9000 طالبة اجتهادًا من الشركة لإرضاء المواطن والمسؤول. وبالنسبة للحافلات قال المالكي استوردنا الحافلات من أجل الاستفادة منها في موسم الحج ووزارة التربية والتعليم على علم بذلك، نافيًا أن تكون الحافلات متهالكة. وقال نحن نقوم بصيانة شهرية وسنوية ممثلة في الفحص الدوري فضلاً عن ورشة متنقلة للأعمال الميدانية. وقال المالكي: لدينا عقود بالباطن وفقًا للاتفاق الموقع مع وزارة التربية والذي يسمح لنا بالاستعانة بمتعهدين في المواقع التي لا تستطيع حافلاتنا الوصول إليها وكذلك المدارس التي عدد طالباتها قليل. وعن حوادث الحافلات المتكررة قال المالكي: أغلب الحوادث بسبب تهور المواطنين، مشيرًا إلى أن بعض الورش الممتدة على جوانب الطرق تتسبب في الحوادث، وبذلك نحن لا نبرئ ساحة السائقين ولكن ليس من المعقول أن نلقي بالأخطاء كلها عليهم. السائقون السبب ومن جانب آخر أكد الناطق الإعلامي لمرور الباحة النقيب عبدالله الزهراني أن أكثر من 85% من حوادث النقل المدرسي بالمنطقة يتسبب فيها سائقو الحافلات. وقال: أعتقد أن الشركة تواجه مشكلة كبيرة في شح السائقين الحاصلين على «رخصة قيادة عمومي» لوجود متطلبات لاستخراج الرخصة، منها خلو سجل السائق من السوابق، ودعا إدارة التعليم ألا تترك مسؤولية اختيار السائقين على متعهد النقل. موضحًا أن النقل المدرسي يحظى باهتمام ومتابعة من إدارة المرور، ونصح الزهراني قائدي المركبات عمومًا بتوخي الحذر أثناء القيادة وبخاصة في موسم الأمطار والضباب وتفقد الإطارات والالتزام بتعليمات المرور. وأوضح مدير عام التربية والتعليم بمنطقة الباحة سعيد مخايش أن وزارة التربية والتعليم اعتمدت خطة إستراتيجية تهدف إلى الارتقاء بخدمة نقل الطالبات من خلال مشاركة القطاع الخاص وهو في نظري قرار حكيم تحقق من خلاله إيجاد وسيلة نقل آمنة للطالبات و ذات نوعية جيدة. ولفت إلى أن الإدارة لمست فوائد النقل للطالبات، ومع ذلك تتطلع إلى تحسين مستوى الخدمة التي يقدمها القطاع الخاص كشريك للمؤسسة التعليمية.