من المهد إلى اللحد تحلم طالبات جامعة الملك خالد في مركز بني عمرو بالحصول على الشهادة الأكاديمية، قبل إصدار شهادات الوفاة على يدي متعهدي نقل الطالبات إلى فرع الجامعة في محافظة النماص. وفي المسافة الفاصلة بين الشهادتين تقطع الطالبات أكثر من 80 كيلو متراً يومياً، في تضاريس وعرة ومناخ متقلب لتحقيق أحلامهن في فرع الجامعة في محافظة النماص، دون الخوف من الحوادث المرورية التي أودت بحياة الكثير من زميلاتهن اللواتي ذهبن ضحايا تهور سائقي الحافلات. صالح علي العمري يقول «تبعد كلية البنات في النماص عن مركز بني عمرو أكثر من 40 كيلو مترا، تقطعها الطالبات يومياً في تضاريس طبيعية وعرة ومناخ متقلب، وبالرغم من تلك المخاطر التي تحيط بالطالبات لا يهتم سائقو الحافلات بالأمانة التي يحملونها فهم يتسابقون فيما بينهم بسرعات جنونية ما يؤثر سلباً على نفسية الطالبات وتحصيلهن العلمي». يقول مانع بن صالح «وقعت مأساة لعدد من الطالبات في منتصف شهر محرم الماضي، حيث كان سائق إحدى الحافلات المحملة بالطالبات يسابق قائد حافلة أخرى، وفي أحد المنعطفات أنحرفت إحدى الحافلات واصطدمت بأحد الجبال ما أسفر عن إصابة عدد من الطالبات، ودخول عدد آخر منهن في حالات هستيريا ما زالت تلازم بعضهن حتى الآن». وأضاف عبدالله بن صعوان «ما ترويه لي ابنتي يفوق الوصف؛ ففي بعض الأحيان تتكدس الطالبات في الحافلة بشكل لا يتناسب وطاقتها، ما يدفع بعضهن إلى الجلوس في ممرات العبور لحين الوصول إلى الكلية، وفي بعض الأحيان تتصل بي ابنتي لاصطحابها من الكلية بسبب الأعطال المتكررة للحافلات، فكيف نشعر بالأمان على أرواح بناتنا ووسيلة نقلهن خالية من معايير السلامة». وطالب بتغيير متعهد النقل والتعاقد مع آخر يكون على قدر المسؤولية لتحمل أمانة نقل الطالبات. وانتقد سلطان مرعي آلية تعيين سائقي حافلات نقل الطالبات خاصة أن الكثير منهم يتجاوز السرعة القانونية دون اهتمام لخطورة الضباب والمنعطفات على سلامة الطالبات. وأضاف «تصلنا الشكاوى من بناتنا بشكل شبه يومي عن تجاوزات السائقين وقيادتهم للحافلات بتهور. وأوضح رئيس مركز بني عمرو ظافر بن خلوفة «وصلتنا شكاوى من أهالي المركز تتعلق بانعدام صيانة حافلات نقل الطالبات، وتهور السائقين في قيادتهم للحافلات». وأضاف بالنسبة للحادثة التي أصيبت فيها ثلاث طالبات من بني عمرو أثبتت التحقيقات أن السبب الرئيس هو تغيير قائد الحافلة طريق سيره ومحاولة تجاوز حافلة أخرى في منعطف خطير جدا ما أدى إلى اصطدامه بشاحنة تسير في طريقها الصحيح. وأشار إلى رفع شكاوى المواطنين إلى محافظ النماص للنظر فيها ووضع الحل المناسب لهذه الإشكالية المؤرقة للطالبات وأولياء أمورهن، والحد من الحوادث المرورية التي أزهقت أرواح الكثير من الطالبات. «عكاظ» حاولت الحصول على تعليق حول المشكلة من مسؤولي نقل الطالبات في جامعة الملك خالد، إلا أنهم طالبوا بإرسال خطاب رسمي، وبالرغم من إرسال الخطاب قبل 15 يوماً إلا أن الرد لم يصل حتى الآن. عكاظ //