تحولت ساحات بيع الأسمنت من مكان تدب فيه الحركة والنشاط إلى حالة من السكون بعد اختفاء المنتج من السوق في جدة، وبدأ بائعو السواق وقائدي الشاحنات الفارغة إلى الأحاديث الجانبية المتعلقة بالحياة، والظروف، وتناول الشاي الساخن في الأجواء الباردة التي تشهدها مدينة جدة، لشغل أوقات فراغهم. ورصدت «المدينة» في جولة بالسوق أمس حالة من الهدوء، إلا من أصوات العمالة الأفريقية التي بدأت الجلوس بجوار شاحناتهم الفارغة، والحديث عن كل أمور الحياة. وعلى الرغم من انشغال الموجودين بالأحاديث الجانبية إلا أن الأمر لا يخلو من الحديث عن سر اختفاء الأسمنت. ويقول عبدالخالق بابكر»بائع»: هناك حالة تلاعب هي التي أوصلت السوق إلى تلك الحالة التي يمر بها، نحن نقضي اليوم بأكمله في الأحاديث الجانبية، وتناول الشاي، هربًا من الركود الذي نعيشه. وأضاف: للأسف المتلاعبين في السوق يقومون برصد الشاحنات القادمة من المصانع إلى محافظة جدة، ثم يتم التفاوض مع صاحب الشاحنة لشراء الحمولة بالكامل، بمبلغ ربحي يرضي الطرفين، ثم يتم تحميل الكمية التي بالشاحنة، بواسطة قلابات صغيرة ومن ثم الدخول بها إلى محافظة جدة، ويتم اخفائها داخل أحواش خاصة، أومستودع، وفي اليوم التالي، ويتم إرسال أحد العمالة لساحة الأسمنت، والتي تقوم برصد المحتاجين للأسمنت، ويتم التفاوض على الأسعار، وبعد الاتفاق يصطحب العامل المشتري، وتتم الصفقة بعيدًا عن السوق. وأوضح عبدالله مصطفى «سائق شاحنة» أنه خلال عودته من مصنع التحميل يجد بعض الأشخاص يحاولون شراء الأسمنت منه. ويضيف: أكثر ما أجد أشخاص يريدون شراء الأسمنت هي عند وقوفي في مجمع تجاري للتزود بالوقود أولتناول بعض الطعام، وأنا هنا أتمنى من الجهات الرقابية، أن يقوموا برصد ومتابعة هؤلاء الناس التي تبحث عن المال بطرق غير سليمة وتضر بمصالح الآخرين. المواطن سعد المالكي يبحث عن أكياس الأسمنت منذُ يومين ولم يحصل عليها، ويقول: في اليوم الواحد أتردد على ساحة البيع أكثر من ثلاث مرات ولكن للأسف لم أجد شاحنات محملة بالأسمنت، مما دعاني لأخذ رقم هاتف أحد سائقي الشاحنات حتى أقوم بالاستفسار منه في حالة توفر الأسمنت. محمد عمر «بائع» يقول نحن خلال اليومين السابقين لا يوجد لدينا أسمنت، وإنما توجد الأحاديث الاجتماعيه وشرب الشاي، هذا هو الواقع لدينا بعد اختفاء الأسمنت في ساحات البيع بجدة.