تجاوزت أزمة الاسمنت في اسواق جدة من مرحلة الشح وارتفاع الاسعار، ووصلت حد اختفاء المنتج من المواقع المحددة للبيع للجمهور. وعمد سماسرة، كما أكد مواطنون تحدثوا ل»المدينة» على عقد صفقاتهم عبرالجوال، وتحويل اتجاه الشاحنات المحملة إلى شوارع جانبية، تباع بالكامل، على ان يتم فرض السعر حسب احتياج وشح السوق. واعرب مواطنون عن خشيتهم من أن يتجاوز سعر كيس الاسمنت 19 ريالا، وهو السعر المتداول والثابت في ظل ازمة شح المنتج في الاسواق، مشيرين إلى انهم حريصون على التواجد في منافذ البيع المحددة «شارع الامير ماجد، شارع بن لادن، وحي الحرزات» منذ الصباح الباكر، حتى يمكنهم تأمين احتياجاتهم، إلا ان اختفاء الشاحنات زاد من ازمة السوق. وفي الوقت الذي تبادلت فيه اطراف عدة اتهامات حول من يتحمل السؤولية، اكد مسؤول في احد مصانع الاسمنت، ان انتاج مصنعه كما هو لم يتغير، محملا اصحاب الشاحنات مسؤولية زيادة الاسعار، وشح المنتج، إذ ان المصنع حدد الكميات التي يمكن توفيرها يوميا، إلا ان اصحاب الشاحنات يصرون على التواجد والزحام دون اختيار منافذ ومصانع اخرى للتحميل. وقال: الشركة لم تقم برفع السعر وان الانتاج اليومي للاسمنت كما هو ولكن السماسرة هم من يقومون برفع السعر وخلق ازمة بالسوق. ويقول كل من عبدالله العتيبي عبدالرحمن الخالدي: اسباب الشح من اصحاب الشاحنات انفسهم، فنجن متواجدان منذ ساعات الصباح الاولى، ولم نجد سيارة واحدة محملة بالاسمنت، علما بأن الشاحنات تبدأ في التوافد من السابعة والنصف، وهذا دليل يرجح ان تلك الشاحنات تغير اتجاهها للبيع خارج نطاق المواقع المعروفة للمواطنين. اما المواطن على عبدالله فيقول: شاهدت قبل يومين شاحنات محملة بالاسمنت، في حي السنابل، جنوبجدة، وعندما اقتربت منها مستفسرا عن السعر، قيل لي «19 ريالا» للكيس، فرفضت الشراء، واليوم «امس» حضرت إلى السوق بعد صلاة الفجر، وحتى الان «الساعة» الحادية عشرة» ولم أجد كيسا واحدا لان السيارات لم تأت. واضاف: الان فقط اشعر بالندم لأنني لم اشتر من الشاحنة التي مرت بجواري بسعر «19 ريالا» فالزيادة في السعر كانت سترحمني من ذلك المجهود الذي ابذله للحصول على سعر اقل، ولكنني لم اجد ما اريد. اما الشاب محمد العنزي فيقول: تجولت صباح هذا اليوم «امس» في عدة مواقع للاسمنت من شارع الامير ماجد وشارع بن لادن وحي الحرزات ولم اجد اي سيارات للاسمنت، والان سأقوم بزيارة بعض المواقع التي يقومون فيها بالبيع بعيدًا عن الانظار ولعلي اجد الاسمنت الذي يكفيني لانهاء اعمال الترميم التي اقوم بها. من ناحية اخرى نفى عدد من الذين يقومون ببيع الاسمنت: ان اسباب الارتفاع والشح الحاصل بيدهم وانما هو من الشركات لانها تقوم بمنع تحميل السيارات الا بعد مرور يومين او ثلاثة على وجود السيارات امام بوابات المصانع، وهذا ما جعلهم يقومون برفع الاسعار لانهم يتضررون من التأخير. ويقول سائق رفض ذكر اسمه: تحميل السيارة يستغرق من 3 إلى 5 أيام، وهذا يسبب لنا خسائر، لو بيع الاسمنت بالسعر المحدد وهو 14 ريالا. ونفى مصدر مسؤول باحدى شركات الاسمنت ان التأخير الحاصل امر طبيعي فتكدس السيارات امام بوابات الشركة تجعلنا نعجل في التحميل، خاصة ان كيمة الطلب كبيرة جدا والعرض لا يكفي لهذا العدد الهائل من السيارات. مشيرا إلى انهم في المصنع يقومون بتحميل اعداد محددة من الاسمنت. واضاف: تفاهمنا مع سائقي الشاحنات واكدنا لهم ان العرض لا يكفي لهذه السيارات ولكنهم لم يتفهموا الوضع وهو اوجد ازمة في السوق جراء عملهم وزحامهم المتكرر على ابواب الشركات.