قال الضَمِير المُتَكَلّم : قد تكون ( الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ) مؤسسة وليدة ؛ ونعم هي تعمل بإخلاص وصدق ، ونعم أيضاً هي تحاول ، ولكن هناك شعور عام بأن خطواتها متأخرة ، وأحياناً تقليدية ؛ ولعل آخرها ما أفصحت عنه بأنها تنتظر الموافقة على نظامٍ يَرصد حوافز ومكافآت لكل مواطن شريف يكون له دورٌ في كشف ( فَسَادٍ ما ) !! وهنا أعتقد أن ( الهيئة ) قبل أن تبحث عن الفساد داخل الزوايا الضيقة والمظلمة ؛ عليها أن تبدأ التحقيق في بعض العناوين والمشاهد الظاهرة التي تحوم حولها الشبهات ، ودار ويدور حولها الكثير من الجَدل ؛ ومن ذلك : التكلفة الخيالية لبعض المشروعات في بلادنا ، بينما مثيلاتها في دول أخرى أجود وأسرع في التنفيذ ؛ ومع ذلك فتكلفتها لا تصل لنصف قيمة مشاريعنا !! ومشروع كبير يُعتمد ، يُنفّذ ، ثم بعد زمن ليس بالطويل تتم إزالته ؛ فمن المسئول ومن المتهم ؟! هل ذلك نتيجة لعشوائية التخطيط ، أو مزاجية المسئول ، وربما مصالحه !! مشروع آخَر ترصد ميزانيته ، يبدأ فيه العمل ... ثم يتوقف هكذا لعدة سنوات ؛ والأسباب مجهولة ، ولكن الثابت هَدر المال العام !! ما يُقَال عن هوامير كانت تَصْدُر لهم آلاف التأشيرات والفِيَز يكسبون من بيعها المليارات ، وعن آخرين يضعون أيديهم على مئات الكيلومترات من الأراضي داخل محيط المدن ، والمواطن البسيط ينتظر عشرات السنوات في انتظار أرض صغيرة تمنح له . كذلك ما يتردد عن تجارٍ يحتكرون السِّلع، ويرفعون أسعارها ، ومسؤولون يُحَوّلون مؤسسات حكومية إلى إقطاعيات يسيطرون على مشروعاتها ، ووظائفها لهم ولأقاربهم !! كل تلك الصور الظاهرة حَريٌ أن تبدأ ( هيئة مكافحة الفساد ) بملاحقتها والتحقيق فيها ، وكشف الحقائق ، وحماية الوطن والمواطن !! وأخيراً أعزائي في تلك ( الهيئة الوليدة) نقدر إخلاصكم وجهودكم ؛ ولكن أرجوكم شيئاً من الجِدّية والحلول الإبداعية العملية السريعة ؛ فالفَسَاد الإداري والمالي جُنون وخَطر يهددنا ؛ ونحن نثق بكم !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة .