قال الضَمِير المُتَكَلّم: (أخي المواطن، أخي المقيم: المرافق العامة أنشِئت من أجل استفادتك، وأسرتك؛ فحافظ عليها، ولا تشوهّها، أو تدع الغير يعبث بها، وتذكر أن منسوبي الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد مجندون لحمايتك من الفساد ؛ فامنحهم ثقتك بالإبلاغ عن مواطن الفَسَاد ومرتكبيه)). ما بين الحاصرتين أعلاه ليس عبارة إرشادية من نَشَاط مَدرسي، بل هو إعلانٌ مدفوع الثمن بَرز في بعض الصحف المحلية بثته (الهيئة الوطنية لمكافحة الفَسَاد).. أصدقكم القول قرأته فأردت الضحك. لكنني توقفت، وهنا برزت للذاكرة مقولة: (... ما لهذا جمعناكم)!! نعم فهل دور الهيئة الوطنية لمكافحة الفَساد، ورسالتها التي أنشئت من أجلها أن تلاحق شَوّية مراهقين يُشَخْبِطون على الحِيطان أو يعبثون بالممتلكات العامة؟! هل نسِي أولئك أن مهمتهم كشف الفساد المالي والإداري الذي يمارسه (الهوامير) صباح مساء؟! هل غفل أولئك الأحبة أن قرار إنشاء هيئتهم ينطق أنها لا تستثني أحداً (كائناً مَن كَان)؟! (هيئة مكافحة الفساد) عمرها الآن يقترب من العام؛ ولكن أعتقد أنه بهذا الإعلان، وما سبقه من خطوات شَكلية ك (اللوحات التي تَنُصّ على بداية ونهاية المشروعات الحكومية)، تلك الخطوات التي لا تقدم ولا تؤخر، ولا تسمن من جوع؛ فإن (تلك الهيئة) الوليدة رفعت راية الاستسلام مبكراً أمام سَيل الفساد الحقيقي وأنها غَرقت في بحر (الهوامير)؛ ولذا فقد حَوّلت نشاطها لمطاردة المراهقين الذين يكتبون على جدران دورات المياه (أعزكم الله)؟! أخيراً إنشاء (الهيئة الوطنية لمكافحة الفَساد)، أسعد المواطن وفتح نافذة الأمل ؛ لأن فساد الهوامير أكبر التحديات التي تواجه الوَطَن؛ فهل يدرك القائمون على الهيئة ذلك؛ وهل يحمل اليوم أو غداً إعلاناً من الهيئة عن تفاصيل إسقاط ِ شِلّة من الفاسدين وعقابهم؟! أقول: الأمنيات والآمال هو ذلك الإعلان العقابي؛ لكن ليالي العيد تَبَان مِن عصَاريها!! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. آسِف نسيت ؛ فما اطلعت عليه من إعلانات الهيئة تنويهٌ فقط برقم (الهاتف والفاكس وصندوق البريد)؛ ألا يدرك القائمون عليها أن هناك ما يُسَمّى ب: إنترنت، وبريد إلكتروني، وموقع، وفيس بوك، وتويتر؟! مرة أخرى!! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. تويتر: @aaljamili [email protected]