قال الضَمِير المُتَكَلّم : ( خلال الأسبوع الماضي أطلقت الهيئة الوطنية لمكافحة الفَسَاد أحدث تحذيراتها ؛ حيث بَثّت تحذيراً شديد اللهجة يؤكد ملاحقتها لممتدحي المسؤولين والمبالغين في الثناء على إنجازاتهم وأعمالهم الوظيفية. وقالت الهيئة : إن مدحَ المسؤول بغير ما فيه ، أو المبالغة في الثناء على إنجازاته ؛ يُعَدُّ نوعاً من أنواع الفساد لما يترتب عليه من غرور المسؤول ، وصَرْفِه عن رؤية الأمور على حقيقتها وبما ينتج عنه فساد كبير في أداء المهام ) !! وهنا يبدو أن ( هيئة مكافحة الفساد ) التي فرح الوطن والمواطن وابتهجا بإنشائها تسير على خطى لجان حقوق الإنسان ؛ حيث تهدر جهودها في موضوعات ليست من اختصاصها ، أو تبحث في التفريعات والزوايا الهامشية ، وتترك القضايا المهمة المتعلقة بصميم رسالتها وأهدافها النبيلة !! فالهيئة الوطنية لمكافحة الفساد إنما أنشئت وأعطيت الصلاحية اللازمة لمكافحة الفساد الإداري والمالي الذي يَنْخُر في تفاصيل العديد من المؤسسات الحكومية ؛ والذي يُعَطّل الكثير من مشاريع التنمية ، ويحرم المواطن من أبسط حقوقه !! هيئة مكافحة الفَسَاد يتطلع إليها المواطن لكيما تحمي الوطن من تَسَلّط ( الهَوامير ) ، وعبثهم بالمال العام !! فإذا أنجزت ( الهيئة الوليدة ) تلك المهام بنجاح ؛ فلا بأس حين ذاك أن تصرفَ جهودها لمتابعة ( المنافقين والمَدّاحِين ) !! ثمّ لقد كان الأمل والرجاء أن يكون الظهور الأول الرسمي المباشر لمسؤولي هيئة مكافحة الفساد في حضرة مختلف أطياف المواطنين ، ولاسيما الفقراء والبسطاء الذين اكتووا بنار الفسَاد ؛ ولكن الظهور كان عكس التوقعات ؛ فقد كان الحديث المباشر والحميم من مسؤولي الهيئة مِنْ عَلَى منصة احدى الغرف التجارية ! ويبقى أعزاءنا في هيئة مكافحة الفساد رسالتكم عظيمة ، وجهودكم مشكورة ، ونحن نثق بكم ؛ فالفسَاد خطير ومستشرٍ ؛ ومكافحته تقتضي ترتيب الأولويات التي من أهمها : ملاحقة الهوامير دون استثناء أو محسوبيات ، والتحقيق في القضايا المفصلية ، وسَنّ أنظمة أو قوانين من شأنها المساهمة في تفتيت الفساد ، وكشف ممارسيه !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة . @aljamili