قال الضَمِير المُتَكَلّم : ما أن صدر القرار قبل أشهر بإنشاء ( الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ) ؛ إلا وارتفعت بيارق التفاؤل لدى الوطن والمواطنين بقرب اجتثاث ( الفساد ) الإداري والمالي الموجود في جَنَبَات وملفات بعض المؤسسات . الفرحة بهذه الهيئة الوليدة كانت كبيرة ؛ لأن الوطن والمواطنين الشرفاء يؤمنون بأن ذلك الفَسَاد هو العائق الوحيد أمام الوصول لمحطة التنمية الاجتماعية الحقيقية بكل أبعادها وتفاصيلها . نعم مازالت ( الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ) وليدة ؛ ولكن ما قامت به من خطوات ، وما صرحت به من كلمات حتى الآن ؛ لا يصل لمستوى الطموح !! فخلال أشهر عديدة لم يكن منها خطوات عملية ملموسة سوى ( مطالبة المؤسسات الحكومية بوضع لافتات للمشاريع تُبَيّن مدة تنفيذها وتكلفتها ( وهذا رغم محدودية فائدته إلا أنه لم يُفَعّل حتى الآن ، وتجاهلته الكثير من المؤسسات ) !! أيضاً قامت الهيئة قبل أيام بإعلان أرقام للتواصل مع المواطنين لمكافحة الفساد والإبلاغ عنه ؛ مع أن مظاهِر الفساد تكون عادة واضحة للعيان !! أما آخر الخطوات أو الكلمات فذلك التصريح الذي نقلته ( صحيفة الحياة يوم الاثنين 3 أكتوبر الجاري ) عن رئيس الهَيْئَة ، ومنه : ( أنه في تعيين العاملين معه سيستفتي قلبه في صيد النبلاء ؛ فَسِيْمَاهُم في وجوهُهم ) ، بينما التعلّق بسِيْمَا الوجوه والمظاهر الشخصية يُعِيْدُنا للمربع الأول . مجمل تلك القرارات والتصريحات مجرد خطوات شَكلية تقليدية لن تُثْمِر في حماية الوطن من الفساد والمفسدين . أعزائي في ( الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ) مهمتكم كبيرة ودوركم رائد ، وحسب قرار إنشاء الهيئة صلاحيتكم كبيرة ، وأياديكم لن تستثني أحداً ( كائناً مَن كان ) ؛ ومن هنا فنزولكم للميدان يجب أن يكون سريعاً ( لأن الفسَاد لا ينتظر ) ، ويجب أن يكون فاعِلاً ، وبعيداً عن التعقيدات البيروقراطية . فالواقع ينادي بأن تكون هجمتكم على الفساد وهواميره عاجلة ، وبأدوات حديثة هجمتكم لابد أن تكون حملة لِكَشف الملفات السابقة وإعادة الأرصدة والحقوق إلى خزائن الوطن والمواطن المسكين ، وكذلك مراقبة الصفحات القادمة في كافة المؤسسات الحكومية حتى لا تتكرر وتَتَجَدّد مشاهد الفَساد ( فهل أنتم فَاعِلون ؟! ) نتمنى ذلك ، ألقاكم بخير والضمائر متكلمة . @aaljamili :تويتر