ميزانية هذا العام كسابقاتها ميزانية خير بكل المقاييس ، وأرقامها مما لا شك فيه تبين حرص القيادة الحكيمة على توفير احتياجات التنمية للوطن والمواطن ، ولكن الموضوع يتركز في كيفية ترجمة هذه الأرقام إلى واقع يحسه ويلمسه المواطن ويمس صميم حياته ومتطلباته ... خاصة فيما يتعلق بالتعليم ، والصحة ، والخدمات بكافة جوانبها ... الموضوع كيف يترجم الوزير أو المسئول هذه الأرقام إلى وقائع ملموسة يحس بمتغيراتها المواطن نهاية كل عام ميزاني بنحو أفضل من العام الذي سبقه ... فكيف نلمس بهذا التغيير نحو الأفضل ..... عندما اذهب إلى المستشفى وأجد ان هناك اهتماما ورعاية مختلفة أجد سررا متوفرة ومواعيد متاحة لا أن ارتمي في الطوارئ لأيام وأن أبحث عن مواعيد بعد شهور ، عندها سأتأكد أن هناك مستشفيات جديدة قد دشنت وان هناك أطباء جددا قد تم التعاقد معهم وأن ميزانية الصحة قد عملت عمايلها الايجابية نحو توفير الخدمات الصحية المطلوبة والمرجوة نحو المرضى . وعندما لا أجد صعوبة في تسجيل ابني في المدرسة التي توجد في الحي ... وعندما يأتينى ابني في أول أسبوع دراسي مبتسما ليخبرني بأنه سعيد بالمدرسة والمدرسين وطرق التدريس ، وعندما أحس بأننى لا ينتابني القلق أثناء وجوده في المدرسة فالمدارس أمن وأمان !! عندما ألمس هذه الأمور سأتأكد بأن التعليم يسير بخطئ جيدة نحو الأفضل وان الميزانية قد عملت عمايلها وشقلبت كيانه من أسفل إلى أعلى ... عندما أخرج من بيتي صباحاً ولا تضايقني سيول المياه النازحة من المنازل والتي لا تجد لها تصريفاً « لتأخر وايتات الصرف عنها « وعندما أسرح قليلا ولا أجد سيارتي وقد وقعت في حفرة منتصف الشارع ... وعندما أصل إلى عملي بدون تأخير أو توتر ونرفزة ... سأعرف بأن هناك مشاريع تصريف وصرف وطرق وكبارٍ وأنفاق وقطارات ونقل عام قد نفذت بشكل جيد وسريع وان البنية التحتية والخدمات تسير للأفضل وان وزارات الخدمات نجحت في ترجمة ميزانياتها إلى واقع يلمسه المواطن ، وعندما نجد ... وعندما نجد أن كثيرا من الأمور قد اختلفت وتغيرت نحو الأفضل سنجد أن الميزانية قد نجحت بكل المقاييس في ترجمة أرقامها إلى حقائق نلمسها ونتعايش معها ، وان الميزانية غدت عيدا سعيدا لكل مواطن يعرف مسبقا أنه سيأكل من ثمارها ... الآمال معقودة بأن تكون ميزانية هذا العام تجسيدا لتطلعات مليكنا المحبوب وخاصة بعد توجيهه حفظه الله بإنشاء إدارة بالديوان الملكي تعنى بمتابعة جميع المشاريع وتنفيذها وهو دلالة واضحة على حرص القيادة على تلمس احتياجات ومتطلبات الوطن والمواطن ... وحبذا لو خصصت هذه الإدارة المعنية بمتابعة مشاريع الدولة رقما مجانيا ليستطيع المواطنون التواصل معها وبما يسهل أداء عملها ، كما اقترح لمزيد من الشفافية بأن تبرز كل وزارة تعنى بالخدمات مشاريعها المنفذة نهاية كل سنة ميزانية من خلال مؤتمر صحفي لتؤكد وتبين للجميع إنجازاتها وفق الميزانية المتاحة لها ، و اننى على ثقة بأننا سنشهد هذا العام ميزانية واقع ... ميزانية خير وغير ...