الميزانية الجديدة جاءت أعلى (14% عن ميزانية العام المنتهي) فما دلالات أرقامها التي تقترب من نصف تريليون ريال من أجل تنمية حقيقية ومتوازنة على امتداد الوطن وفي اتجاهاته الأربعة؟.. وماذا تعني توجيهات خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ، للوزراء بالشفافية ومخافة الله وتقواه في الأمانة تجاه الوطن والمواطن؟ لذلك يجب أن لا نتوقف ولا نسهو عن متابعة الحصاد والأداء. فالميزانية الجديدة توفر ولله الحمد مقومات الإنفاق على أهداف عظيمة .. لو تحققت وتم إنجازها بدقة من كل وزارة وكل جهة ومن أقصر الطرق .. وبتخطيط وشفافية ومراقبة ، لتحولت هذه الأرقام إلى أرقام من نوع آخر لشواهد الإنجازات في الواقع وفي كل مجال وكل مكان .نحو 35% من الميزانية خصصت للتعليم ومشاريعه الجديدة من مدارس وجامعات .. فهل يتحقق التقدم النوعي نحو رؤية خادم الحرمين الشريفين لمستقبل التعليم.. وكذا الصحة ماذا ستقدم من مشروعات توفر خدمات أفضل وأسرع وأيسر لحق المواطن في العلاج .. وكذلك الرعاية الاجتماعية التي يجب أن تعالج أوضاع الفقر وفراغ الشباب . نأتي إلى مشاريع البنية الأساسية وهي عصب التنمية .. هنا يتمنى المواطن لو قال له المسئولون في مختلف المواقع التنفيذية عما لدى أجهزتهم من مشاريع وجداولها الزمنية حتى لاتضيع ولا نرى لها أثرا على ظهر الأرض أو في باطنها.. ويتمنى لو اطمأن أن الدراسات والخطط ستتحول إلى مشاريع بطرق صحيحة وشفافة ورقابة على تنفيذها.. ويتمنى لو انتهت مشكلات كحمى الضنك في جدة خصص لها أكثر من مليار ريال دون جدوى لأن معظمه أهدر في حوافز إدارية لا يحلم بها أفضل خبراء العالم. ونتمنى أن تجد مدننا عامة وجدة خاصة بحكم أنها لم تتعافى بعد من آلامها .. نتمنى لو قال لنا المسئولون عن أولويات المشاريع على أرض الواقع وتخطيط وسرعة إنجاز .. بدلا من الانتظار حتى تفاجئنا أزمات وساعات مطر بواقع أليم.. وتفضح واقع تكلف المليارات وسالت أطنان من الحبر الأسود والملون لتجميله ب ( سوف ) دون التعامل أولا مع أخطاء وأخطار كامنة ، نحمد الله أن التحقيقات الحالية فتحت ملفاتها كاملة. وحتى الفاجعة التي هبت الدولة لمعالجتها سريعا بمسئولية وإنسانية عالية من القيادة ، وجهد هائل من الإمارة والمحافظة ، وتعاون مختلف الأجهزة ، وآلاف الخيرين من المتطوعين والمتطوعات لمساعدة المتضررين .. وجدنا من امتطى الجراح وحاول أن يجد له موقعا في قائمة التعويضات بغير حق. الميزانية الجديدة مثلما كانت سابقاتها لا تترك ذريعة لمسئول .. وقد أكد خادم الحرمين الشريفين على ذلك مع إعلان الميزانية وبكل صدق وحزم عندما قال: ((عليكم إخواني إتمامها بجد وإخلاص وسرعة، وعدم التهاون في كل شيء يعوقها، لأن هذه أسمعها أنا من الناس وأحسها بنفسي، بعض المشاريع إلى الآن ما بينت، ضائعة .... ونؤكد على التنفيذ الدقيق والمخلص لبرامج ومشاريع الميزانية. وعلى الوزراء ورؤساء الأجهزة الحكومية المتابعة الدقيقة لما يُنفذ ، دون أي تقصير أو تهاون والاستشعار الدائم للمسؤولية والأمانة التي تحمّلوها أمام الله ثم أمامنا ، وعلى الأجهزة الرقابية القيام بدورها على أكمل وجه ورفع التقارير إلينا أولاً بأول)). إن قيادتنا الرشيدة تقدم المثل الصادق الناصع كيف يكون المسئول أمينا صادقا مع الله ثم مع ضميره وأمانة مسئوليته تجاه وطنه . أليس حريا بكل مسئول مقصر ويعرف أنه مقصر ، أن يقتدي بولي الأمر ، ويدرك معنى توجيهاته الكريمة في تحقيق ما استهدفته ميزانية الخير من رخاء للمواطن وبنهج الشفافية والنزاهة .. ألا نكون على أخلاق مليكنا وولاة امرنا في العزيمة التي لا تلين بإنجاز كل ما يليق بهذا الوطن الكبير. نقطة نظام: احفر البئر قبل العطش