الأرقام والواقع ها قد صدرت الميزانية التي اعتدنا على وصفها بميزانية الخير، وهي كذلك من حيث أرقامها الكبيرة التي تزداد عامًا بعد عام، لكن الأهم هو كيف تكون ميزانية خير حقيقية على أرض الواقع يراها ويلمسها المواطن بترجمة الأرقام الى إنجازات؟؟. المواطن ليس معنيًا بكل ما يقال عن ما ستحققه الميزانية، وإنما يعنيه ترجمة الأقوال الى حقائق. ويعنيه تحقيق الوعود.. المبالغ الهائلة تنهال بازدياد على كل وزارات ومؤسسات الدولة على مدى السنوات الماضية، وكل ميزانية جديدة تضخ فيها مبالغ أكبر من السابقة، إضافة الى الدعم الإضافي لما هو مخصص في الميزانية. ومع إدراكنا أن بعض المشاريع تحتاج الى وقت طويل إلا أن المواطن يتوقع أن يرى مع الوقت ما يؤكد جدية العمل التي تنبئ بالعزم على انتهائها في مواعيدها، وهذا ما لا نلمسه. هناك عدد من المشاريع الجديدة التي لا زالت تتعثر أو لم تبدأ بعد. هناك مشاريع تطوير لم يتحقق فيها ما يدل على أي تطوير حقيقي. وهناك مشاريع لتحسين خدمات حيوية أصابها العجز، وإلى الآن لم نلاحظ ما يمكن وصفه بالتحسن.. وهذا الحال لا يقتصر على المشاريع الخدمية فحسب وإنما ينطبق على برامج التحديث والتطوير للأنظمة والبرامج والهياكل القائمة، تعليمية وصحية واقتصادية وقانونية ومالية وغيرها، إضافة الى أساليب التقييم والمتابعة والرقابة والإدارة. لقد مررنا بتجربة عرفنا فيها نتيجة عدم استثمارنا الجيد للوفرة بعد أن شحت الموارد وتقلص الدخل، والآن يمنحنا الحظ فرصة أخرى قد يصعب أو يستحيل تكرارها ، فهل نتعلم من التجارب؟؟؟ د. حمود أبو طالب صحيفة المدينة [email protected]