تباينت وجهات نظر المنشدين والمهتمين بالمجال الإنشادي حول إمكانية تحول الإنشاد إلى مهنة دائمة تدر دخلًا ثابتًا للمنشدين والعاملين في المجال، فذهب البعض منهم إلى صعوبة تحول الإنشاد إلى مهنة، بسبب ضعف سوق النشيد الإسلامي في الوقت الحالي، وتسرب كثير من الألبومات التي تنزل للأسواق إلى شبكة الإنترنت في غضون أيام قليلة من طرحها، ولأن شريحة كبيرة من المنتمين للمجال الإنشادي تأخذه على سبيل الهواية، فالمنشد عادة بعد أن يتقدم به السن يجد نفسه في حاجة ماسة إلى التماس مصدر للرزق، في حين رأى البعض الآخر أن المنشد الذي يمتلك الموهبة بالإضافة إلى التصميم والإرادة، من الممكن أن يتخذ الإنشاد مهنة له ومن الممكن أن يكفيه دخلها، وبإمكانه أن يحقق ما يرجو تحقيقه ويصبو إليه، «الرسالة» ناقشت الموضوع معهم في ثنايا الاستطلاع التالي: في البدء اعبر المنشد فهد العويصي أنه من الصعوبة بمكان تحويل الإنشاد إلى مهنة دائمة، تدر دخلًا ثابتًا إلى المنشدين العاملين في هذا المجال، فالمنشد عادة بعد أن يتقدم به السن يجد نفسه في حاجة ماسة إلى التماس مصدر للرزق، وتعود الأسباب في صعوبة تحويل الإنشاد إلى مهنة إلى ضعف سوق النشيد الإسلامي حاليًا، يضاف إلى ذلك تسرب كثيرا من الألبومات التي تنزل للأسواق إلى شبكة الإنترنت في غضون أيام من طرحها في السوق والجميع بإمكانه أخذها من الشبكة العنكبوتية والاستماع لها دون اللجوء إلى شرائها. وأوضح العصيمي أن شريحة كبيرة من المنتمين للمجال الإنشادي تأخذه على سبيل الهواية وليس مهنة، وهذا أدى بدوره إلى امتلاء الساحة بالعديد من الأصوات الذين تسببوا في هبوط حرفية الأداء، ومزاحمة المجيدين لهذا الفن مما يؤثر على قيمة الدخل الذي يتحصلون عليه نتيجة لهذه المنافسة الغير متكافئة في الموهبة والأجر المادي. انحراف المسالك من ناحيته قال المنشد سعيد بابعير أنه في المستقبل القريب أو البعيد وقبل أن نتحدث عن إمكانية تحويل الفن الإنشادي كمهنة تدر دخلًا للمنشدين الكبار، فلن يكون هناك فن إنشادي كالذي نراه الآن ونستمع إليه الآن، ويعود ذلك للأسف إلى أن الفن الإنشادي آخذ في الانحدار ولم يعد يسلك الطريق المستقيم السوي وإنما أصبح ينجرف نحو مسالك بعيده عن مساره المفترض والطبيعي. الإنشاد القديم وأضاف أن الإنشاد بمفهومه القديم ورسالته السامية لن يستمر كذلك خلال السنوات القادمة ويعود ذلك لعدة أسباب من أبرزها خلط القائمين على هذا المجال من منشدين أعمالهم بالآلات الموسيقية والمواضيع التي ليست بذات أهمية وقيمة والتي أصبحت تتناول موضوعات بعيدة عن الناحية الدينية والاجتماعية. واعتبر بابعير ما يحدث في الوقت الحالي للإنشاد أمرًا محزنًا، وقال: هناك عدد قليل من المتواجدين على الساحة يستحق أن نطلق عليهم منشدين، وهم من أعطوا للإنشاد حقه من كلمات ورسالة وهدف منشود تطبيبقه، وفي وصف تجربته مع الإنشاد قال: أنا شخصيا عرفت الإنشاد على الفطرة من غير دفوف ولكن الآن دخلت الآلات فيه والدفوف وهذا ما جرى وأضاع سمعة الإنشاد للأسف. ضياع الموهبة من جانبه رأى المنشد منصور القحطاني أن العلم والدراسة والوظيفة هي مصدر الرزق وهي أهم من الإنشاد على حد تعبيره، وبرر ذلك بأن الاهتمام بالإنشاد يمتد لفترة ثم ينتهي وإذا أصيب المنشد بأي آفة تتسبب ضياع موهبته فسيكون وضعه سيئًا للغاية أما إذا كان يعتمد في مصدر رزقه على وظيفة تدر له دخلًا ثابتًا من الصعب أن تتردى أحواله أو يتعرض للضرر نتيجة لأي مصاب قد يلم به. رغم ذلك لم ينفِ القحطاني إمكانية تحول الإنشاد إلى مصدر رزق إضافي في الحياة بالنسبة للمنشدين، وقال: صحيح لا يمكن إنكار أن هناك نسبة من المنشدين جعلته مصدرا أساسيا لدخلهم ولكن هؤلاء لو تم مقارنتهم مع البقية فإن نسبتهم ستصبح قليلة بل قليلة جدا، وأضاف يجب على الجميع بذل ما في وسعهم كي يستطيعوا تحقيق ما يرجوه من نتائج وتطلعات تحوز على رضاهم وتدفع فن الإنشاد إلى الازدهار وقبل كل شيء استعادة المكانة التي كان يتمتع بها على الساحة. العناصر القوية اعتبر المهتم بمجال الإنشاد نواف الحداد أن لكل مجتهد نصيبا وأن المنشد الذي يمتلك الموهبة بالإضافة إلى التصميم والإرادة، من الممكن أن يتخذ الإنشاد مهنة له ومن الممكن أن يكفيه دخلها، وبإمكانه أن يحقق ما يرجو تحقيقه ويصبو إليه، وقال: الفن آخذ في الازدياد ولكن لن ينجح فيه إلا من أراد أن يحقق نتائج مبهرة ويطمح للعالمية، ومن الصعوبة أن يتحول شخص مبتدئ أو لا يمتلك تلك العناصر القوية إلى منشد عالمي، أو يثبت قدمه في الساحة ويتخذ من الإنشاد مصدر دخل أساسي لحياته، فمحاولات مثل هذا النموذج من المنشدين تعد غير مدروسة ومن المستبعد نجاحه. ودعا الحداد جميع المنشدين ألا يقفوا مكتوفي الأيادي ويستسلموا للوضع الحالي للإنشاد، وقال: صحيح المجال متطور لكنه غير مزدهر، ولا بد أن يجتهدوا ويثبتوا لمستمعيهم أن الفن قائم وله ثقله وأنه سيحقق نتائج مبهرة في المستقبل القريب.