أمرَّ ما سمعت من أشعارْ قصيدةٌ.. صاحبها مجهول أذكر منها، أنها تقول: سربٌ من الأطيارْ ليس يهمّ جنسُه.. سرب من الأطيار عاش يُنغِّمُ الحياه *** كان أن نشنَشَ ضَوءْ على حواشي الليل.. يوقظ النهار ويرفع الصلاه في هيكل الخضرة، والمياه، والثمر فيسجد الشجر ويُنصت الحجر وكان في مسيرة الضحى يرود كل تلّة.. يؤم كل نهرْ ينبّه الحياة في الثّرى ويُنهِض القرى على مَطلِّ خير وكان في مسيرة الغيابْ قبل ترمُّد الشعاع في مجامر الشفق ينفض عن ريشاته التراب يودّع الوديان والسهول والتلال ويحمل التعب وحزمة من القصب ليحبك السلال رحيبةً.. رحيبةً.. غنيّة الخيال أحلامُها رؤى تراود الغلال وتحضن العِشاشُ سربَها السعيد وفي الوهاد، في السفوح، في الجبال على ثرى مطامحِ لا تعرف الكلال يورق ألف عيد يورق ألف عيد..