استقبل النظام السوري رئيس بعثة المراقبين العرب محمد أحمد مصطفى الدابي بتشديد الحصار على مدينة حمص وخاصة حي بابا عمرو، الأمر الذي دفع بالمعارضة لمطالبة البعثة العربية، بحماية المواطنين في حمص خشية ارتكاب مجازر بحقهم. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس مقتل سوري وإصابة ثمانية آخرين جراء قصف قوات الأمن لأحياء بمحافظة حمص. وأضاف "توفي مواطن في حي كرم الزيتون متأثرا بجراح أصيب بها ليل السبت الأحد، وفي حي بابا عمرو أصيب ثمانية مواطنين بقصف الجزء الغربي من الحي بقذائف الهاون ولايزال الحي يتعرض لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة" . وحسب المرصد، أسفرت حملة مداهمات نفذتها قوات عسكرية إثر اقتحام قرية الجرذي في محافظة دير الزورأمس عن إصابة أربعة مواطنين أحدهم بحالة حرجة واعتقال العشرات، حصل المرصد على أسماء 27 منهم. وفي ريف دمشق، أصيب خمسة مدنيين برصاص قوات الأمن في حي السيدة زينب "فيما كانوا عائدين من تشييع مدني استشهد السبت". وكان عشرون مدنيا قتلوا أول من أمس في مناطق مختلفة من البلاد، ستة منهم في حمص وثلاثة في درعا. ومن بين الضحايا مسؤول سابق في حزب البعث في حمص قتل مع زوجته بالرصاص داخل منزلهما، كما أكد ناشط من المنطقة. إلى ذلك، دعا المجلس الوطني السوري، الجامعة العربية التي يفترض أن تصل بعثة من مراقبيها إلى دمشق اليوم، إلى التوجه لحمص حيث يحاصرآلاف الجنود حي بابا عمرو. وأوضح المجلس في بيان أن "حي بابا عمرو شهد منذ الصباح حصارا شديدا وتهديدا خطيرا باقتحام أحياء من المدينة بقوة عسكرية تقدر بأربعة آلاف مجند". كما أشار إلى "قصف شديد طال حمص طوال الأيام التي مضت". وحذر المجلس من "تهديد حقيقي بارتكاب مجازر وجرائم بحق الإنسانية في حمص التي يستغيث أهلها وينذرون بالخطر المحدق بهم إن لم تتحرك الجامعة العربية وترسل مراقبيها إلى هناك فورا". ودعا المجلس المراقبين العرب إلى "التوجه بشكل عاجل وفوري إلى حمص والدخول إلى الأحياء المحاصرة فورا والقيام بالواجب الذي حضروا من أجله". وكان الدابي أعلن قبل مغادرته القاهرة أمس متوجهاً إلي دمشق "التقيت مع الأمين العام للجامعة لوضع خريطة بشأن عمل البعثة ومتابعة الإعدادات الإدارية والترتيبات الفنية الخاصة بعمل البعثة والتي ستعمل بكل شفافية في مراقبة الوضع في سورية من خلال لقاءات ميدانية متواصلة مع كل أطراف القضية من قوات مسلحة ومعارضة وأجهزة أمن ومنظمات إنسانية". وكانت بعثة تابعة للجامعة العربية وصلت الخميس إلى دمشق للإعداد لمهمة مراقبيها. وقال رئيس الوفد السفير سمير سيف اليزل إنهم "أكثر من خمسين خبيرا عربيا في مختلف المجالات لاسيما السياسي وحقوق الإنسان والعسكري". وعقدت البعثة أول من أمس اجتماعا مع وزيرالخارجية السوري وليد المعلم، وصفه الناطق باسم وزارة الخارجية جهاد المقدسي "بالإيجابي". كما أجرى سيف اليزل اتصالات مع غرفة عمليات الجامعة في القاهرة، وأبلغها بما تم خلال اليومين الماضيين. من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو أمس حرص مصرعلى التوصل لحل سلمي للأزمة السورية عن طريق المبادرة العربية والحيلولة دون التدخل الأجنبى، وذلك في محاضرة ألقاها أمس أمام طلاب الكلية الحربية بالقاهرة.