أكد سماحة المفتي العام، رئيس هيئة كبار العلماء، ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ على أهمية اهتمام المسلم بصحة جسده والبيئة التي يعيش فيها، وقال: لقد منح الله الإنسان الصحة والعافية نعمة منه ليستغلها فيما يصلح دينه ودنياه، وفضل المؤمن القوي على المؤمن الضعيف، القوي في قواه العقلية والبدنية، ليكون نافعًا لدينه وعقيدته ووطنه ومجتمعه، محذرًا من الأوبئة والنجاسات والأماكن الغير نظيفة، التي تؤذي المجتمع وتؤدي الى انتشار الأمراض والأوبئة. وقال إنّ على المسلم أن يكون صحيح البدن، ويطهر أجزاء جسمه من الأوساخ والنجاسات، فرغب الإسلام على المسلم بل أوجب عليه غسل الجمع، والطهارة وفرض عليه الوضوء للصلاة، وسنة السواك، وحث على تنظيف الأماكن، وحرم الإسراف في المأكولات والمشروبات، ومنعه من اقتراب الأماكن المعدية لما فيها من خطر، ورغب في التداوي والعلاج وحث عليه، رفقًا بالمريض أثناء مرضه، وأسقط عن المريض الركوع والسجود في الصلاة إذا كان مرضه يصعب عليه ذلك، وشرع له التيمم إذا كان الماء يؤذيه وهو مريض، ونهاه عن الغلو في العبادات التي يعد فيها إنهاك للجسد، لأن العبادة تؤدى براحة دون أن يكلف الإنسان فوق طاقته. جاء ذلك في خطبة الجمعة التي ألقاها سماحة المفتي العام في الجامع الكبير بمنطقة قصر الحكم وسط الرياض أمس والتي خصصها للحديث عن اهتمام الإسلام بصحة الإنسان . وأشار المفتي إلى أهمية نظافة البيئة وسلامتها من التلوث المؤذي للإنسان، وحظر على المسلم تعاطي ما يضر بصحته من المسكرات والمخدرات المهلكات، وحذر من أمراض القلوب، وقال: إن كل ضرر يصيب القلب يؤثر على جسده، وإذا فسد القلب فسد الجسد كله، مؤكدًا على حماية القلوب من الآراء الضالة الفاسدة المضلة المضللة والمذاهب الهدامة، مضيفًا أن الخمر يفسد العقل، والميسر والقمار يفسدان القلب، وبيّن أهمية الصحة النفسية للمسلم، التي ترشده للإيمان بالله وتغرس فيه الخير، وقال إن إيمان المسلم بقضاء الله وقدره يقتضي أن يسير فيما ينفعه، وعندما يفقد الامل في شيء يرجوه، او فشل في تجارة او لم يوفق في عمل، يسال الله العافية وان يعوضه عن هذه الخسارة وان يوقن ان كل شيء بقدر ولكن عليه أن يخلص النية ويعمل ما طلب منه، ولا يقلق على مستقبله ورزقه ويمضي في طريقه مع الالتزام بأمر الله وتطبيق شرعه والسير على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم. وحذر المفتي العام المسلم من أمراض الحسد والحقد، وتمني زوال النعمة من الآخرين والتهور في الأمور وتدبير المكائد والأفكار السيئة والأخلاق الذميمة، والسلوكيات الفاسدة وإيقاع الفتن بين الناس، وقال إن الله ذم الحاسدين والحاقدين ومن يتمنون زوال نعمة الله التي أنعم الله بها على عباده، وطالب المسلم بأن يدعو الله أن يمن عليه بالرزق ويمتعه بالصحة والعافية، وأن يترفع المسلم على الضغائر وسفائف الأمور .