إن الحسد صفة سيئة, فإذا كان الحاسد يتمني زوال النعمة عن الغير , و إن لم يصِرْ للحاسد مثلها فهذا حرام , قال تعالى : ( وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون ) 51 , القلم , و قال جل جلاله : ( و من شر حاسد إذا حسد) 5,الفلق , و قال صلى الله عليه وسلم : ( لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ) رواه مسلم, أما إذا كان الحاسد يحب ويتمنى لنفسه مثل النعمة عند الغير, و لا يتمنى زوالها , فهذا يُسمَّى ( الغِبْطَة ) و هو جائز ولا بأس به .و إن الله تعالى أنعم على عباده كثيرا من النعم التي لا تعد و لا تحصى في كافة ميادين الحياة , و لكن هناك نفوس رديئة في المجتمع لا تحب الخير للمؤمنين , و يسوءها أن ترى نعم الله على عباده , فتحسدها على تلك النعم , ف ( إبليس ) حسد أبانا آدم على ما آتاه الله من النعمة والفضل, حيث خلقه الله بيده وأسْجَد له ملائكته, وأسكنه جنته وعلمه أسماء كل شيء , فحسده إبليس ولا زال به حتى خرج منها. و الحاسد يمتلئ قلبه حقدا على المحسود وربما حمله, و قد يحمله حسدُه على البغي والعدوان ,كما قتل أحد ابني آدم أخاه حسدا وبغيا.فالحسد من أمراض القلوب التي تعالج بالرقية الشرعية من الكتاب و السنة , و للحسد أسباب عديدة منها : ضعف الوازع الديني عند الحاسد , و الحقد ,أو حب الدنيا و متاعها الزائل , أو الكبر على الآخرين , أو انتشار الفوارق بين أفراد المجتمع في الفضل كالولد و العلم المال أو الجاه و السلطان و غيرها , مما ينتج عنه الآثار السيئة كالعداوة و البغضاء في المجتمع , و البعد عن الله , و حمل الأوزار و المعاصي , وانتشار الأمراض النفسية التي تزيد من تفكك الأسر, و تقضي على الترابط الاجتماعي . فالحاسد مكروه في المجتمع, وله عواقب وخيمة, و آثار سيئة, و لا يجني إلا حصادا مرا في الدنيا والآخرة,فالدين حث المسلم على إصلاح الباطن, كما اهتم بإصلاح الظاهر, فكلاهما عرضة للأسقام, قال صلى الله عليه وسلم : ( ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله , ألا وهي القلب ) متفق عليه . أ /عبد العزيز السلامة أوثال