إن القلم ليعجز واللسان يتلعثم والكلام يقصر في ذكر محاسن سعادة الشيخ عمر بن أحمد بادحدح (أبا صالح) كان الشيخ عمر بادحدح رحمه الله من أعيان مدينة جدة، تاجرًا صدوقًا ومن الموحدين الدعاة إلى توحيد الله على بصيرة ويذكر ويرشد ويوجه ويصلح بل من أوائل المصلحين موفقًا مسددًا، فكان له مواقف بارزة في إصلاح ذات البين رحمه الله تعالى. إن أخي عمر بادحدح قدس الله روحه ونور ضريحه كان نقيًا ورعًا عابدًا ناسكًا بشوشًا خلوقًا وصولا، وبيت الشيخ عمر بادحدح معروف عنه بيت فضل وعلم يحتضن الدعاة ورجال العلم وتربطه صداقة بكثير من العلماء الربانيين وعلى رأسهم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى. كان رحمه الله مصلحًا فريدًا وموحدًا يدعو إلى توحيد الله تعالى والاعتصام بكتاب الله والتزام سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والمحافظة على الصلوات والذكر ويحث على الإتيان بالسنن والأوراد ويحذر من الشرك والبدع والخرافات، كان رحمه الله تعالى سهلاً لينًا يحث على الصدق والصيام والصدقة وبر الوالدين والصلة، كان كثير الدعاء والذكر، كان يحب جيرانه ويكره الإساءة إلى الآخرين والتجني على الأبرياء كان يحب الصالحين، كان رحمه الله تعالى يحب فعل الخير والمعروف والبر والإحسان كان رحمه الله ينافس في فعل الخير والمسابقة عليه، كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويحب التفاهم والبسط في الحديث والمذاكرة يسارع في عمل الخير بأنواعه، كان يسعى جاهدًا في إصلاح ذات البين، ويسدد ويقارب ويبشر ولا ينفر كان رحمه الله يحنو على الضعيف ويسعى في تحقيق طلب كل من يفد إليه بجاه أو مال أو شفاعة، ويحاول لمن يرتاده أن يرضيه بما يستطيع. وقد كان متفائلا بالخير ليس بشؤوم ولا متطير موحدًا نقيًا ورعًا رحمه الله تعالى، كان رحمه الله وصولاً يزور المريض ويشيع الجنائز ويشمت العاطس ويواسي الفقير، بل ولقد رأيتني وسعادته رحمه الله تعالى بل هو من قبلي وسعادة الشيخ محمد سعيد متبولي حفظه الله وعافاه وأحسن الله خاتمته ومن باب التحدث بنعمة الله جل في علاه وفضله وتوفيقه ونحن الثلاثة أعضاء لجنة مساعدة السجناء المعسرين يأتي علينا أواخر رمضان ونحن نعمل في إطلاق سراح السجناء المعسرين وقد تم بفضل الله ومنته لهم ذلك وكان من أبرزنا رحمه الله تعالى حتى ليلة العيد وهو مفرغ نفسه يسعى جاهدًا في تفريج كرب أولئك وجمعهم بأهلهم واسرهم وذويهم وإطلاق سراح السجناء بعد المفاوضة مع اصحاب الحقوق الخاصة استلامهم لحقوقهم. رحم الله أبا صالح وأسكنه فسيح جناته ونسأل الله جل وعلا أن يقدس روحه وينور ضريحه وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة. داود أحمد العلواني – جدة