نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وخلال احتفالية خاصة أقيمت في القاهرة برعاية الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية، وبحضور لفيف من رجال السياسة والفكر والإعلام العرب تسلم السفير أحمد قطان سفير المملكة لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، وسام الأبوة العربية الذي قدمه الأطفال العرب لخادم الحرمين الشريفين تكريما وتقديرا له على جهوده الإنسانية والخيرية. وأما الجائزة فقد شرفت بالمليك المفدى، وهو أحق بها وأهلها. وأما المعاني التي تحملها الجائزة، فتلك هي الأهم والمهم. وما أعظم المعاني التي تحملها صفة الأبوة على مستوى الأسرة والفرد، فكيف هي على مستوى الأسرة العربية من المحيط إلى الخليج. أبوة العربي تدفعه لأن يكون معطاء مع الآخرين بدون حدود، وكريما مع أبنائه وبناته كرم من لا يخشى الفقر، وجوادا حتى في أحلك الظروف وأصعبها. وعلى مستوى الوطن العربي، كان الملك يحفظه الله مبادرا لدعم البرامج التنموية التي تسهم في تحسين الظروف المعيشية للطفل العربي دون استثناء بدءا بمكافحة الأمية والجهل، وانتهاء بمشاريع التغذية والتعليم والصحة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية. وأما على مستوى بلادنا الغالية، فإنما كان الأب أباً لأنه المظلة التي يستظل تحتها أفراد الأسرة، فتراه مانحا للمحروم، وباذلاً للمحتاج، ومعطياً للفقير، وعافياً عن المخطئ، ورحيماً بالمقصّر، ورادعاً للظلم قبل أن يستفحل، ومحقاً للحق ولو على قريب أو حبيب، وكاظماً للغيظ عن الجانح مهما بعد، ومبادراً إلى تلمس احتياجات الأسرة قبل أن تسأل، ومسارعا إلى مد يد العون للمتعثر. والأبوة العربية التي نال المليك وسام استحقاقها هي ترجمة لأفعال، وليست ثمناً لأقوال. وصاحبها إنما كان يمارس هذه العاطفة الأبوية لأنها جزء من فطرته الإنسانية، ونسيجه البشري، وكيانه التربوي، فهو عطوف على الضعيف، صبور على الجانح، تهمه معاناة الآخرين، ويتمنى لو أنها زالت في غمضة عين. وأما الشواهد فكثيرة، يصعب حصرها في هذه السطور القليلة التي لم توفِ صاحب الوسام الرفيع قطرة من حقه ولا أقل من ذلك، فهنيئا للجائزة بصاحبها، وهنيئا للأبوة العربية قائدا من طراز مليكنا.