قال الضَمِير المُتَكَلّم : حسب وزارة الشؤون الاجتماعية بلغ عدد الجمعيات الخيرية المرخص لها في بلادنا ( 610 جمعيات ) ، موزعة على كافة مناطق المملكة ، وقد وصل الدعم الحكومي الذي قدمته الوزارة لهذه الجمعيات ( 436 مليون ريال ) خلال هذا العام ؛ طبعاً يضاف إلى ذلك ( الملايين التي يقدمها المحسنون ) !! وتقول الوزارة : إن هذه الجمعيات تدعم الفقراء والمحتاجين في صور متعددة تبدأ من رعاية الأيتام مروراً بالعناية بالمرضى ، وصولاً إلى برامج التدريب . وهنا هل يثق المواطن بتلك الجمعيات ؟! وهل يُؤْمِن بدورها في مساعدة المساكين والفقراء ؟! هذان السؤالان وجههما استفتاء بثته صحيفة الاقتصادية ، وشارك فيه ما يقارب من ( 5000 مُصَوّت ) ، ( 56% ) منهم أكدوا عدم ثقتهم بتلك الجمعيات ، وأنها لم تؤدِّ دورها في خدمة المجتمع ، وقد ساق أولئك العديد من المبررات ؛ منها : أن تلك الجمعيات تفتقر للتنظيم والبرامج الواضحة ، كما أن صدقاتها قاصرة على فِئَات معينة من المجتمع ؛ حيث لا تصل خدماتها للمحتاج الفعلي ، في ظل عدم تعاونها مع عمد الأحياء وأئمة المساجد ، والمدارس في الوصول للأسرة الفقيرة !! ومن مبررات مَن أعلنوا عدم ثقتهم بالجمعيات الخيرية ما يشاهدونه من قيام بعضها بالصرف الكبير على المَقَارّ ، والأثاث ؛ فالمحتاجون أولى بتلك الأموال !! أيضاً أن تلك الجمعيات لا تعلن عن أرقام ميزانيتها على الملأ . وأخيراً يقول أحدهم : لو قامت تلك الجمعيات الكثيرة ، بواجبها ، وصرفت أموالها في مواطنها ، ولمستحقيها ؛ ما كان في المجتمع فقيرٌ واحد !! وأقول : في العموم تلك الجمعيات الخيرية هي مَحِلّ الثقة ، ومَن يعملون فيها أغلبهم متبرعون مجتهدون ومخلصون ؛ ولكن تلك الجمعيات تحتاج إلى الشفافية ، وتطوير أفرادها وأدوات عملهم ، وهناك اقتراح بأن تكون مؤسسة واحدة لها نظام مالي وإداري موحد وواضح ، وأن يتاح لها الاستثمار لدعم أرصدتها !! ولعل القائمين على الجمعيات الخيرية يقومون بدراسة لمعرفة أسباب فقدان الثقة بين تلك الجمعيات والمواطنين ؛ ولعلهم يُفِيدون من مثل تلك الأطروحات في التطوير ، وتلافي السلبيات !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة .