انتقد المنشدون والمهتمون بالمجال الإنشادي التوجه الذي غلب على بعض المنشدين في الفترة الأخيرة، في الاقتراب من تناول موضوعات الغناء في تخير موضوعات الأناشيد، حيث اتجه البعض إلى أداء أناشيد مستغرقة في معاني الحب ومكابداته عند العشاق والمحبين، واعتبروا ذلك خروجًا على الموضوعات المعتادة للإنشاد، وإثارة للغرائز، ومساسًا بمكانة الإنشاد، وأن الإنشاد في الماضي كان لا يتطرق سوى إلى الموضوعات النافعة والهادفة كتناول أهمية الصلاة وأداء الفرائض، وهذه الموضوعات كانت تضفي على الإنشاد هيبة ووقار، وأن المنشدين القدامى كانوا يتحرجون من الاقتراب إلى الموضوعات الغنائية في كلمات أناشيدهم، وطالبوا المجتمع بتحمل دوره في توجيه المنشدين إلى التقيد بالموضوعات المفترضة للإنشاد، ورفض هذه التجاوزات، والعودة بالمجال الإنشادي إلى سابق عهده، وأكدوا أن استنكار ورفض أفراد المجتمع لتوجه بعض المنشدين في هذا الإطار المستهجن والمتراجع كفيل بإحداث نتائج جيدة في التزام هؤلاء المنشدين بموضوعات الإنشاد وعدم الخروج عنها، «الرسالة» طرحت أبعاد القضية على المختصين في ثنايا الاستطلاع التالي الغامدي: تبرير لجوء المنشدين إلى هذا النوع غير الملتزم من الإنشاد غير مقبول العبالي: الإنشاد كان في الماضي لا يتطرق سوى إلى الموضوعات النافعة والقوية سعيد: الإنشاد يرتبط بالدين ويجب الإبقاء على الموضوعات ذات الطابع الجدي بداية اعتبر المهتم بالمجال الإنشادي ومقدم برنامج «بدون كلافة» بقناة درة الفضائية الإعلامي ناصر الغامدي أن تبرير لجوء بعض المنشدين إلى هذا النوع غير الملتزم من الإنشاد، على افتراض أنه بديل عن الغناء غير مقبول، لأنهم يقتربون بتوجههم هذا من الغناء، ويترتب على ذلك الخروج على الشخصية المميزة للإنشاد والالتحاق بالغناء، ولا يشفع لهم في التفريق بين أدائهم والغناء عدم استعمالهم للموسيقى. التدرج الهابط وقال: إن المنشدين في العهد السابق كانوا يتخوفون من الخوض في أمور الحب أو استلهام موضوعاته في كلمات الأناشيد، وكانت موضوعاتهم تدور حول أعمال الخير وقيام الليل والأمور الأخروية، بالترغيب في هذه الموضوعات والتنبيه إليها، ولكن تطور الأمر وتدرج هبوطًا مع مرور الزمان فأصبح المنشد يشدو عن الحب وحالاته ويتطرق بلا خجل إلى الحنان والضم والتقبيل، مما يترتب عليه إغراق المتابع في معايشة حالة من الأجواء المتخيلة الموهومة، ويتناقض ذلك من حيث الأجواء والمعاني مع توجه المنشد إلى خطاب الأم في نهاية الأنشودة، وتساءل كيف يمكن الجمع بين هذه الموضوعات المتناقضة، والانعزال في خطاب فئات بعينها عند التطرق إلى استلهام الموضوعات العاطفية؟ إثارة الغرائز وعطفًا على ما تقدم ذهب الغامدي إلى القول بأن الإنشاد الحالي أصبح مثيرًا للغرائز، وأضاف بأن إقحام موضوعات العشق في الإنشاد والتحدث عن مكابدات المحبين من الطبيعي أن يستحضر الأجواء التي تثير الغرائز، ضاربا بذلك ما قاله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عندما أتى عنشجة وأنشد وأطرب النساء بصوته فلما رأى النبي افتتان النساء بصوته قال له: «رفقا بالقوارير يا عنجشة» وذلك لأن صوته الجميل الندي فتن النساء، فكيف بحال الإنشاد الحالي عندما تضاف إليه الدفوف والإيقاعات؟ ضغط المجتمع وتابع: إذا أردنا أن نعيد للإنشاد هيبته القديمة فعلى المجتمع أن يتحمل دوره في توجيه المنشدين إلى التقيد بالموضوعات المفترضة للإنشاد، وأردف عليهم أن يواجهوا المتابعين ويصارحوهم ويبينوا لهم عدم تقبلهم لهذا المسلك الاختياري الجديد من جانبهم، وبأنهم يرفضون هذه التجاوزات، ويتطلعون العودة بالمجال الإنشادي إلى سابق عهده، وأكد أن استنكار ورفض أفراد المجتمع لتوجه بعض المنشدين في هذا الإطار المستهجن والمتراجع كفيل بإحداث نتائج جيدة في التزام هؤلاء المنشدين بموضوعات الإنشاد وعدم الخروج عنها، لأن البعض منهم جريًا وراء أهداف الربح والشهرة يلجأ إلى مثل هذه الخيارة غير المقبولة، وانتقد مسلك بعض المنشدين في الإصرار على مصاحبة أصوات الموسيقى أثناء تسجيل الأنشودة كوسيلة لإجادة الأداء من جانبهم، وأوضح أن هذه الظاهرة في ازدياد حتى إن هناك نوعية من المنشدين باتت ترفض الذهاب إلى الأستديوهات التي لا تملك بيانو. الرسالة الهادفة ونصح الغامدي المنشدين بالابتعاد التام عن هذا التوجه الطارئ، وخاطبهم قائلًا: لا تنسوا الهدف الأساسي الذي أتيتم من أجله وراقبوا الله جل وعلا في الناس الذين يستمعون إليكم، واحرصوا أن تكون رسالتكم هادفة وجيدة كما هي رسالة الإنشاد وغايته، أضاف أن المقدم حاليًا لا يستحق أن تطلق عليه تسمية إنشاد وحيث لم يعد يختلف عن الغناء سوى في عدم مصاحبة الموسيقى. التحول للمنافسة من جهته أوضح المتابع للمجال الإنشادي الأستاذ عبدالرحمن العبالي أن الإنشاد في حقيقته يتناول الموضوعات والأمور الجدية النافعة التي تنفع الأمة وتساهم في رقيها ورفعتها وليس التحول لأن يصبح منافسا أو بديلًا عن الغناء، كما نراه الآن في واقع الإنشاد، وأضاف أن الإنشاد كان في الماضي لا يتطرق سوى إلى الموضوعات النافعة والقوية الهادفة كتناول أهمية الصلاة وأداء الفرائض، وهذه الموضوعات كانت تضفي على الإنشاد هيبة ووقارا، ومثل هذه الموضوعات تستحق عن جدارة الارتباط بالإنشاد وليس ما يسمع الآن. واعتبر أن كلمات الأناشيد الحالية باتت دون المستوى وتتطرق إلى تناول موضوعات غير جيدة، وأكثرها موجه إلى موضوعات الحب والعشق، وهذا دفع بالكثير من محبي الأناشيد في السابق إلى التوقف عن الاستماع في الأوقات الحالية بعد ابتذال موضوعات الإنشاد إلى الحالة التي وصلت إليها، لافتًا الانتباه إلى أن المنشدين القدامى كانوا يتحرجون من الاقتراب إلى الموضوعات الغنائية في كلمات أناشيدهم، ناهيك عن تناولها كما يحدث الآن. الوضع الأول وطالب العبالي المنشدين بالعودة بالإنشاد إلى وضعه الأول وترك ما دعاه ب»الميوعة» في الأداء حتى لا يفقد الإنشاد هيبته ومكانته، وفض أن يكون تحول بعض المنشدين إلى تناول الموضوعات الغنائية مع فارق عدم مصاحبة الموسيقي من قبيل مواكبة التطور، وأكد أن التطوير يكون قاصر على الجوانب التقنية فقط. الارتباط بالدين في السياق ذاته أوضح المنشد سعيد عبدالله أن تفضيلاته في اختيار موضوعات الأناشيد تتقيد دائمًا بموضوعات الإنشاد، وأنه يؤيد التزام المنشدين بالموضوعات المفترضة للإنشاد وعدم الإخلال بها، وقال الإنشاد يجب يستوحي موضوعاته من المعاني الجيدة وأحداث الأمة غنية بما يكفي للحصول على الموضوعات الجيدة، وأضاف أن الإنشاد يرتبط بالدين ويجب أن يبقى على مواضيع يغلب عليها الطابع الجدي وأن يبتعد عن الأمور التي قد تؤثر على سمعته، فالمنشدون يفترض أن يكونوا قدوة لعامة الناس وألا تقتصر أناشيدهم على موضوعات الغزل والحب والعشق فعليهم أن يرتقوا بهممهم وأن يخلصوا النية لوجه الله تعالى، وطالب كل غيور على مجال الإنشاد بنصيحة المنشدين الذين سلكوا هذا التوجه.