يوضح مدير شبكة بسملة الإنشادية أن تحول المنشد الشريف باعتقاده هي قناعة وتوجه فكري بشكل أساسي، فالفن رسالة وقناعة، وعلى الفنان أن يقتنع بما يقدّم لا بما يقول له من حوله أن يقدّم وإلا لما كان فنانًا ويعبر عن نفسه وعن أفكاره وهذا للأسف شيء مغيّب في الوسط الإنشادي إلى حدّ كبير، فالعديدون يكررون الموضوعات ويتأثرون بالبيئة المحيطة لهم بشكل كبير، مما أدى إلى قتل الإبداع والدخول في دوامات أفقدت الطابع الفني الهادف رونقه. من قاموا بالتحوّل إلى الغناء الطربي او العاطفي او انفتح بشكل اكبر كما سمعنا على المجتمع بكل فئاته واتجاهاته بالمنشد عبدالعزيز ومن قام بهذه الخطوة بلا شك بعد تفكير عميق وقناعة ذاتية جعلته يكسر حاجز الخوف من الانتقادات وهجوم البيئة المحيطة له، أيًا يكن فإنني أحترم فيه هذه الصفة وإن كنت قد اختلف في نوعية الموضوعات المطروحة بعد توجهه الجديد.. هناك ممن قامو بهذه الخطوة بالمحافظة على القيم والمبادئ العامة في فنهم كالفنان فهد الكبيسي، فهو رغم توجهه الجديد إلا انك تجده قد حافظ على الهدف العام من فنه ويتطرق لموضوعات هادفة، وحينما يغني للعاطفة يغني لها دون ابتذال، اعتقد أن الفنان هو من يستطيع أن يدير كفّة توجهاته الفكرية وما يقدمه للناس، وأتمنى حقيقة أن تختفي هذه التقسيمات من المجتمع وتتحول كل الفنون إلى فنون عامة يميّز الناس فيها بسهولة بين الفن أن كان هادفًا أم لا. أوضح قائد فرقة مرح الملقب بأبي مصعب جميل العميري أن بعض المنشدين يميلون مع مرور الوقت إلى الجانب الطربي لها أسبابها ولا يمكن أن نحصرها بشيء واحد، وأنا هنا سأذكر الأسباب وسأوضح العلة منها وهل لهم عذر بها أم لا، فما لُوحظ مؤخرًا هو أن المجال الغنائي قد يستطيع الشخص المحافظة على حقوقه وهذه نقطة تفوق بها المجال الغنائي وللأسف عنا وهذه مشكلة منتديات والقائمين عليها وإن كان المجال الغنائي يقاضي من يتسبب في فقدانه حقوقه وهذا ما يقل في الإنشاد عن نظيره الغناء. وقال جميل: لو أن المجال الغنائي قام أحد بنشر ألبوم أو كليب قبل نزوله للسوق، لرأينا الدنيا تقوم ولن تقعد، وهنا يكمن الفرق بأن أحدهم ضمن مكانه، والآخر لا.. وللأسف حق المنشد مهضوم من حيث حقوق الملكية، وربما انتقال البعض من هذا المجال يساهم في تحول منشدين آخرين للغناء، وهو ما لا نرجو حدوثه». وطالب جميل من جميع المنشدين تنويع أناشيدهم، لأنه كلما كان هناك شيء جديد يخدم الناس، رأينا زيادة الإقبال عليه، وأكد أن وضع الإنشاد أصبح مؤسفًا واختلط في أحيان كثيرة بالمجال الغنائي وعلى الإنشاد أن يتطور، فنحن في مجتمع محافظ، ومن المفترض أن نلحظ تطوره بشكل مستمر. مبديًا عتبه على من ترك مجال الإنشاد فهذا يدل على نيته المسبقة لترك المجال الهادف وأنه لم يدخل لأجل الفن الهادف وإنما دخل لأجل نفسه فقط، وهذه النقطة تكفي ليتراجع المنشد عن قراره. أما الناقد الأستاذ مؤيد عبده فقد أوضح أن أساس بعض المنشدين هو الغناء فهم يريدون بالإنشاد الوصول للغناء وهذا ما أثر في سمعة المنشدين في الفترة الماضية، فالمنشد عليه أن يوضح هدفه من البداية وإن رأى ما يسره فليثني عليهم وإن رأى ما لا يسره على النصح بالتي هي أحسن ويوضح النقاط التي عليها ملاحظة. مبديًا مؤيد أسفه على تشويه سمعة الانشاد بالتحول منه، وهناك كثيرون على العكس يتركون الغناء ليتحولوا للإنشاد. مطالبا جميع المنشدين بالالتزام بالمبدأ السوي الصحيح وأن تكون انتقاداتهم أثناء وقتهم بالإنشاد وليس عندما يتركونه يكيلون له كل التهم والسباب والشتائم وكأنه أصبح عدوا لدودا. مستغربا من بقاء كثير من المنشدين بالإنشاد حتى يصل للشهرة فإنه يتركه ليصبح للأغاني وكأن لسان حاله يقوله: هذا كوبري العبور لتحقيق هدفي «الغناء».