أوضح المختص في تحليل الأخبار التلفزيونية أستاذ الصحافة والإعلام الدكتور عبدالرحمن بن إبراهيم الحبيب أن العصر الحالي يتطلب التخطيط الذكي واستثمار التقنيات الإعلامية الحديثة وثورة المعلومات والتوجه نحو التكتلات والسلاسل الإعلامية، والتعاون والتنسيق المشترك بين القنوات، وإعطاء المشاهد المزيد من الخيارات الإعلامية المتاحة في قنوات المشاهدة، ونوعيتها ووقتها ومدتها والبدائل الأخرى. ولابد من إعادة صياغة الخطاب الإعلامي لتلك القنوات بشكل جذري يجعل منها صناعة إعلامية ذات أبعاد اقتصادية ومردود اجتماعي هادف. وبيّن أن القنوات الدينية تتفاوت في جوانب المحتوى والنوع والأداء والإدارة والمهنية والشهرة والجمهور المستهدف والمنطقة الجغرافية والملكية والتمويل وفترات وحجم البث والتجهيزات الفنية والكوادر البشرية، وبناء على ذلك تتفاوت وسائل الإعلام الدينية في جودتها إلا أنها على وجه العموم ساهمت بشكل مباشر أو غير مباشر في ترسيخ بعض الصور النمطية السلبية عنها ولا أحد ينكر أن هناك عدداً من الممارسات الخاطئة التي تقع فيها بعض القنوات الدينية كالوعظ المباشر والرتابة في الإلقاء والعشوائية في التقديم والعرض والتخطيط واختيار البرامج ونوعيتهاوالقائمين عليها وما يتبع ذلك في الإعداد والتنسيق والإخراج والتصوير والديكور السيئ للبرامج. وأضاف أنه لابد من التخطيط الإعلامي السليم الذي يأخذ أبعادا تسويقية للمنتج الإعلامي، فالإعلام الآن أصبح صناعة ولابد أن ندرك ما معنى الصناعة والمنظور الاقتصادي لها، وما هي متطلبات هذه الصناعة وما تحتويه من مواصفات ومقاييس ومنافسة وجودة شاملة ودراسات الجدوى الاقتصادية والخطط الإستراتيجية والتسويقية ودراسات للمشاهدين وأنماطهم وعادات وطرق استخدامهم للتلفزيون وتقييمهم للبرامج وماذا يريدون وأن تكون هناك رسالة ورؤية واضحة وأهداف محددة قابلة للتطبيق والقياس وبناء على ذلك تحتاج تلك القنوات إلى التعاون مع خبراء أو مكاتب استشارية إعلامية لوضع خطط واستراتجيات إعلامية مبنية على استطلاعات ودراسات سابقة