فجّر المشاركون في ندوة أقيمت قبل أيام بالقاهرة عن: «أزمة السينما المصرية» مفاجأة حول أن هناك أفلامًا كانت تراها الرقابة ستعرّضهم للمساءلة لو عُرضت دون مشاهدة الرئيس السابق لها ومن حوله؛ لأنها كانت تناقش قضايا سياسية واجتماعية، مؤكدين أن هناك فنانين كانوا يلبسون ثوب المعارضة في أعمالهم وهم في الأصل يخدمون أهداف النظام السابق. وأكد السيناريست بشير الديك أن أزمة السينما المصرية الآن مثل أزمة المجتمع المصري في أعقاب ثورة والمقبل بدون شك سيكون أفضل، ولذلك تحولت السينما في عهد النظام السابق إلى «سبوبة». وقال الديك: قبل الثورة حدث انهيار كبير للمجتمع المصري فهذه لم تكن دولة وإنما «عزبة». آلية يجب أن تتغيّر الندوة التي أدارها الناقد السينمائي طارق الشناوي، وشارك فيها كل من: السيناريست بشير الديك، وناصر عبدالرحمن، والمخرج أحمد ماهر، تحت عنوان «أزمة السينما المصرية»، انتقد فيها المشاركون الإعلام والحياة الفنية، مؤكدين أن الإعلام كان متواطئًا مع النظام وضد الثورة، وهناك من كان يكتب ضد النظام باتفاق معه ليثبت أن هناك حرية، ومعظم البرامج التلفزيونية كانت تلعب للتمهيد للتوريث. وعن الرقابة على الأعمال الفنية قبل الثورة، قال الشناوي: كانت هناك أعمال قبل الثورة لا تمر إلا بموافقة مؤسسة الرئاسة والرئيس السابق بنفسه، مثل أفلام: «الجردل والكنكة»، و»جواز بقرار جمهوري»، و»السفارة في العمارة» وغيرها، وأنا أرى أن هذه الآلية يجب أن تتغيّر ويجب أن تتحول فلسفة الرقابة من حفظ رأس النظام إلى حفظ النظام العام. وأضاف الشناوي: انعكس الانهيار العام على السينما وتحولت إلى «سبوبة» مثل كل شيء في مصر، ويجب أن يتخلص القادم من كل هذه الترهلات ويقوم على فكرة الإتقان والإخلاص للعمل، وأن يطرح الميدان صحافته وفنه وأغانيه. الشعب صنع ثورته بالثقافة أما المخرج أحمد ماهر فقد أكد أن ثورة 25 يناير أعادت الفنان الحقيقي والمثقف الحقيقي إلى الشارع، وقال: موضوع الثورة هو ما يشغلنا الآن ولن يُحسم في كلمتين بأحد البرامج وأي شخص طبيعي لا بد أن يكون مع الثورة لأنه لا يوجد من لم يعاني في ظل النظام السابق سوى المستفيدين منه. وأضاف ماهر: هناك الكثير من الأسئلة الاستهلاكية التي تحاول أن تشغل الناس بعيدًا عن الثورة وما نتطلع إليه، والشعب صنع ثورته بالثقافة ويبحث عن الثقافة، والثورة ستستغرق وقتًا لتحقيق مطالبها، فالثورة الفرنسية ظلت عشرة سنوات قبل أن تجني فرنسا ثمارها، ويكفي أن المصري الآن لديه كرامة. وعن الإعلام المصري، قال ماهر: القنوات المصرية كانت جميعها متواطئة أيام الثورة حتى القنوات الخاصة وليس الرسمية فقط، والصحافة المصرية منذ عام 2005 تلعب دورا مهما في تشكيل وجدان المجتمع المصري مثل الصحافة الخاصة والصحافة الإلكترونية؛ ولذلك سقط مبارك في 18 يومًا، وأما قنوات التلفزيون كلها فقد كانت مخزية وتدعو للعار. كل الفنون في أزمة أما السيناريست ناصر عبدالرحمن فقد أكد أن الأيام المقبلة هي أيام بناء وليست أيام انتظار، وكل الفنون في أزمة كبيرة جدًا، ويجب أن يسعى الفن للتغيير. وقال: إنه متفائل جدًا من الحرية التي سوف تنعكس على الحياة في مصر من حيث نقد السلبيات للإصلاح وليس التعمية كما يحدث من قبل.