* خبران شدا انتباهي حتى بدأت أحك رأسي حيرة واستغرابًا.. وكلاهما عن أمانتين لمدينتين من أكبر مدن المملكة. أولهما ما نشرته «المدينة» في صدر صفحتها الأولى يوم السبت الماضي 8 محرم وعنوانه: «أمانة المدينةالمنورة تعيد نصف مليار للمالية» وفي تفاصيله أن أمانة المدينةالمنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم السلام أعادت إلى وزارة المالية «مبلغًا يقدر ب (422) مليون ريال من ميزانيتها للعام المنصرم لعدم صرفها». * والثاني ما نشرته «المدينة» أيضًا في صفحة ردود المسؤولين رد من إدارة العلاقات العامة والإعلام بوزارة الشؤون البلدية والقروية يوم قبل أمس الأحد بعنوان: «أمانة جدة ترحب بجمعية أصدقاء الحفر شريطة التنسيق معها»، وهو رد من أمانة جدة لتحقيق نشرته جريدة «المدينة» عن «جمعية أصدقاء الحفر»، لمجموعة من المتطوعين (مجانًا) لردم الحفر المنتشرة في أحياء وشوارع مدينة جدة، يتضمن طلب الأمانة التنسيق معها من قبل الجمعية. * الخبر الأول أذهلني لا لشيء سوى (حرص) أمانة المدينةالمنورة على رد مبلغ كبير كهذا فاض من ميزانيتها فلم تجد له مشروعًا يمكن إنشاؤه وتوفيره لمدينة المصطفى عليه الصلاة والسلام لأن كل مشاريعها (كما أظن!!) للسنة المالية الماضية أنهتها وحققتها بما يجعل من المبلغ المذكور زيادة لا داعي لها.. فقلت «برافو» وضربت تعظيم سلام؟! * وأما الثاني فما شدني فيه هو نص أجزاء من الرد تقول: «وأمانة جدة ترحب بمثل هذه المبادرات والأمر يتطلب ضرورة التنسيق مع الأمانة...... وهذا الأمر يستلزم مراجعة المقاول للأمانة للتنسيق بشأن الأعمال التي سيقوم بها حيث يجب أن يتم وفقًا للاشتراطات الفنية المتبعة وأن يكون تحت إشراف الجهة المختصة» وبما أني من سكان جدة ضربت تعظيم سلام آخر لأمانة جدة على دقتها في ضرورة أن يتبع المتطوعون لردم الحفر الاشتراطات الفنية للأمانة فشواهد واقع جدة وحال شوارعها وأرصفتها في حال توضح بجلاء الحرص الشديد لمسؤولي الأمانة على تنفيذ المشاريع «وفق الاشتراطات الفنية المتبعة وتحت إشرافها؟!»، وهذا له تعظيم سلام أيضًا!! * أرخيت يدي من فوق رأسي وقلت صحيح كما يقول المثل: «اللي.....» ووجدت فمي مليء بالماء.