ثمة من لا يروق له ما تنعم به دول مجلس التعاون الخليجي من أمن وأمان واستقراروتقدم مضطرد على كافة الأصعدة، ولأن الظروف وحدها هي التي تبين أصالة المعدن من زيفه، فقد أدت المتغيرات التي تشهدها المنطقة العربية إلى تطاير بعض القشور البراقة التي كانت تختفي خلف بريقها بعض الخصوم، وأظن ان الأمر أصبح واضحاً بما لا يدع مجالاً للشك إن النظام الإيراني حاول استغلال الوضع الراهن لتمرير مخططات عكف على العمل من أجلها منذ أمد، فأطماع إيران التوسعية ليست وليدة العصر، ونواياها القديمة المتجددة لا ينكرها لبيب، ومن خلال ما تبثه القنوات الفارسية الناطقة بالعربية وخاصة الإخبارية منها يتبين مدى الحقد العميق تجاه دول الخليج العربي على وجه التحديد، فما يُبث من مواد عارية عن الصحة لإثارة البلبلة داخل المحيط الخليجي خير دليل على توجه الساسة هناك، يترافق مع بث هذه السموم دعوى التصدي للخطر الإسرائيلي، ومحاولة ردعه، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه، وتلك مزاعم لم تصمد طويلاً أمام الحقيقة، وفيما بعد اتضح أن الأمر لم يعد مجرد خدعة وطريق ملتو لكسب تعاطف الشعب العربي، ومما لا شك فيه ان النظام الصفوي استنفد كل محاولاته وقدراته ووصل إلى طريق مسدود فيما يخص التسلل بأي شكل كان تجاه المجتمع الخليجي، فكل أطماعه وأمانيه تكسرت على صخرة التكتل الخليجي الفريد، لقد وجد من حاول اختراق النسيج الخليجي ان الوحدة والمحافظة على الأمن عامل مشترك لدى الحكومات والمواطنين على حد سواء، وما يظهر بين الفينة والأخرى من عبث باستخدام بعض العناصر المأجورة أو شبكات التجسس فتلك محاولات يائسة قد تكون ردة فعل مفلس، وعقب تضييق الخناق دولياً على النظام الإيراني، وتكالب المشاكل عليه من الداخل والخارج لن يجني نفعاً من وراء قيامه بتصدير سلع كاسدة ليس لها سوق يستقبلها،وصار الجميع يدرك خبثها وتأثيرها، وان كانت إيران تعاني من تخلخل كيانها الداخلي،فإننا كخليجيين أشبه ما نكون بأسرة واحدة، أهدافنا موحدة ورؤيتنا واضحة، وأي جسم غريب لن يجد له قراراً داخل أوطاننا الغالية، وأمن الخليج ووحدته خط أحمر لا يمكن لكائن من كان تجاوزه، وإن كان هناك أنظمة مشغولة بما لا يعود إلا بالدمار على أوطانها،فنحن ولله الحمد لدينا قادة جعلوا الًهم الأول تقدم الأوطان وأمنها ومراعاة مصالح الشعوب. عايض الميلبي -ينبع