يبدو أن إيران مصرة على المضي قدما في دورها الهدام في المنطقة، على الرغم من كل ما تواجهه من تحذيرات إقليمية ودولية من عواقب أفعالها وما يلوح من عقوبات ضدها بدأ المجتمع الدولي تطبيق بعضها، مما يهدد بتطورات متصاعدة قد تقود إلى انفجار إقليمي ستكون عواقبه وخيمة. فطهران التي تسربت معلومات عن سعيها الحثيث لمحاولة إفشال المبادرة الخليجية لإنهاء الأزمة اليمنية ثبتت عليها هذه التهمة كما رصدت الاستخبارات اليمنية. فطهران تعمل على قدم وساق على تجنيد مسؤولين وسياسيين وإعلاميين وإنشاء وسائل إعلام وأحزاب واستقطاب ثوار وكل هذا تحت ستار «دعم القضية الجنوبية» ولهدف واحد ووحيد وهو استغلال اليمن كورقة ضغط لصالح مشروعها الإقليمي المشبوه. وهذه التصرفات الإيرانية تثبت ما قيل ويقال دائما حول محاولات تدخل إيران المفضوحة في الشؤون الداخلية للدول العربية ومحاولتها استغلال أي تناقض أو خلاف لإيجاد موطئ قدم لها طمعا في تحقيق حلمها الوهمي بإمبراطورية إيرانية تهيمن على المنطقة. واللافت أن طهران في محاولاتها هذه للتدخل يكون توجهها طائفياً واضحاً وأهدافها معلنة في استهداف دول الخليج والمملكة العربية السعودية تحديدا، وهي بتصرفاتها الطائشة هذه تؤكد أن المملكة هي من أهم القوى التي تحفظ استقرار المنطقة وتقف بالمرصاد لمحاولات الهيمنة الإيرانية وتبذل جهداً واضحاً لتحقيق الاستقرار لدول المنطقة واحترام سيادتها والتوفيق بين أطرافها المختلفة. وغير بعيد عن محاولات التدخل الإيرانية السافرة في اليمن يبرز أيضا الدور المشبوه لطهران في سوريا حيث قطعت التسجيلات التي بثها الجيش السوري الحر (المنشق عن النظام السوري) الشك باليقين بعرضها لتسجيلات مصورة لأسرى إيرانيين بهوياتهم العسكرية مع اعترافات منهم بأنهم شاركوا بشكل مباشر في ارتكاب مذابح حتى ضد أطفال ونساء، وهو ما يثير تساؤلاً واسعا حول استعداد طهران للتورط في مذابح داخل الدول العربية سعيا للحفاظ على حليف أو حماية له، أو لمجرد بث القلاقل والاضطرابات. وأخيرا وليس آخرا فإن التسريبات حول زيارات سرية من هيئة التنسيق السورية إلى طهران رغبة في إفشال خطة السلام العربية بشأن سوريا، وخلق حكومة كرتونية تأتمر بأمر الرئيس بشار الأسد، الذي سيكون حينها مدينا لطهران ببقائه في الحكم، تقدم دليلا جديدا على وقوف طهران بكل ثقلها ضد الشعوب العربية، وهي التي طالما تشدقت بأنها هي الحاملة الحقيقية لآمالهم وطموحاتهم! بينما هي التي – عندما بدأ السوريون في السعي لنيل حريتهم – سارعت لتدبير المؤامرات ضدهم وإرسال جنودها لقتل أطفالهم ونسائهم، كاشفة كل أوراقها مرة واحدة، ومؤكدة أن الهيمنة هي هدفها النهائي والوحيد في علاقاتها مع دول المنطقة.