هل أهنئكم بقدوم العام الجديد ؟ أم أعزيكم بفراق العام القديم؟!! لقد انتابني شعورٌ غريب عندما بدأت رسائل التهنئة تنهال على جوالي في نهاية العام !! وهل يُهنأ إنسانٌ على فراق عزيز ؟ ! هل يُهنأ على فقدان جزء من عمره ؟! هل يُهنأ عند فقدانه جزءاً منه ؟!!! يا لها من مفارقة عجيبةٍ غريبة !!! نعم يا إخوتي إننا نودع عاما من أعوام أعمارنا ، ونحن بوداعه نفقدُ أياماً عديدة وساعاتٍ طويلة أفنيناها كلٌ بحسب عمله إن خيراً فخير وإن شراً فشر ، فطوبى لمن رجحت حسناتهُ بسيئاته ، ويا خسران وندامة من كانت سيئاتهُ أثقل في الميزان من حسناته . إن مثل الحياة الدنيا مثل الساعة الرملية ، فحبات الرمل التي تسقط لن تعود مرة ً أخرى . فهل يا ترى أيامنا التي انقضت من هذا العام ستعود مرة ً أخرى؟!! أم أنها كحبات الساعة الرملية ؟!! إن الفارق الوحيد بينهما أن الساعة الرملية تقلب فتعود للعد من جديد ، أما الحياة إذا انتهت ، والعمر إذا فُني ، والأعوام إذا انقضت فلن تعود أبداً . فهل ما زال لأعمارنا بقية ؟! أم أننا سنرحلُ والعام سوية ؟!!! اللهم إني أمدُ إليك يدي في مطلع هذا العام ، أسألك أن تغفرَ لنا ما مضى وأن توفقنا فيما يأتي ، وأن ترينا عز الإسلام والمسلمين واتحادهم بعد أن رأينا تفرقهم وانقسامهم ، وأن تختم لنا بالحسنى . غرم صالح الغامدي-المخواة