عبدالإله بنكيران إسلامي في ثوب معاصر يتبنى ويتمثل تجربة إسلامي تركيا في الحكم والمرونة في التعامل وهو بالجغرافيا يعلم تمامًا أنه قريب جدا من أوربا التي تلوح بعلمانيتها على الشاطئ الأسباني وجبل طارق وتعيد إنتاج فوبيا «تسلل أندلس جديدة» خبت بروقها من قبل تحت وقع سنابك فرناندو وايزابيلا.. ولم تعد هناك «أندلسًا» تنشر مناديل مودتها لطارق بن زياد أو أحفاده وبقيت فقط بضع كلمات في لهجة الأسبان جرينادا أو غرناطة «مثل والخنراليف» «جنة العريف» ومعمار قصر «الهمبرا» «الحمراء» الذي زينته زخارف عربية تحمل «لا غالب إلا الله» فيما أهمل أميرها أبو الحسن علي بن سعد بن الأحمر شؤون الدولة، وركن إلى الراحة والدعة، مما سهل على فرناندو وايزابيلا الاستيلاء على غرناطة وتدمير ملكها وتنفيذ إبادة للمسلمين وتهجيرهم رئيس الحكومة المغربية الإسلامي عبدالإله بنكيران الذي ولد في مدينة الرباط في الثاني من أبريل العام 1954 تستقر في لا وعيته هذه «المشاهد» التي بناء على الاستدعاءات التاريخية سوف يتعامل مع «الغرب» ويقول دفتره انه بدأ مسيرته السياسية بالانتماء إلى تنظيم (الشبيبة الإسلامية) السري بقيادة عبدالكريم مطيع اللاجىء في ليبيا إلى اليوم وهو تنظيم اعتبر من أشد التنظيمات الإسلامية راديكالية في المغرب في سبعينيات القرن الماضي. ثم أسس بنكيران جمعية (الجماعة الإسلامية) برفقة زملائه اليوم في قيادة حزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني ومحمد يتيم وآخرين وذلك بعد تجربة اعتقال قضوها جميعًا أواسط السبعينيات وسجنوا خلالها بتهمة الانتماء إلى جماعة محظورة. وتبنى فيما بعد أفكارًا أكثر اعتدالًا تجاه الحكم في المغرب وخرج من العمل السري إلى الممارسة السياسية الشرعية الرسمية من خلال حركة (الإصلاح والتجديد) التي اندمجت مع رابطة (المستقبل الإسلامي) بقيادة أحمد الريسوني وجمعية الشروق الإسلامية وجمعية الدعوة الإسلامية ليصبح الاسم الجديد للحركة بداية من سنة 1996 هو (حركة الإصلاح والتوحيد). وأمام الرفض المتكرر للسلطات المغربية السماح بتأسيس حزب سياسي إسلامي في المغرب اختار بنكيران الذي انتخب نائبًا برلمانيًا أربع مرات الاندماج في حزب (الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية) الذي كان يتزعمه الراحل الدكتور الخطيب ثم غير اسمه بعد انضمام الإسلاميين إليه ليصبح حزب (العدالة والتنمية) الذي فاز بانتخابات الأسبوع الماضي.