نشر الصديق الأستاذ كمال عبدالقادر صورة، أخذت من هاتف محمول، لعضو مجلس شورى غارق في النوم. وعنون رسالته التي بعث بها إلى قائمة أصدقائه البريدية: (النوم في مجلس الشورى). والنوم، لمن لا يعرف، فيه حكمة عظيمة. فقد وجدت بلدة فيتشتا الألمانية، بعد دراسات مستفيضة، أن النوم أثناء العمل لفترات محددة يعزز كفاءة العاملين. لذا عمدت البلدة للسماح للعاملين فيها بعشرين دقيقة من النوم بعد الغداء، إمّا بالعودة إلى منازلهم، أو بالاسترخاء، أو النوم على مكاتبهم. أما في البرلمانات العالمية فإن مثل هذه «التعسيلة» هي إحدى الظواهر المعروفة التي تشير إلى أن العضو قد دخل في نوبة تفكير عميق. وقد تطول هذا الغفوة أحيانا ويُصاحبها أصوات تنبئ بدخول صاحبها في نوبة من التفكير العميق. وهذا ما دعاني، أثناء عضويتي في مجلس الشورى، إلى تصميم كرسي خاص للمجلس يستطيع فيه العضو النائم أن يتخذ وضع الاسترخاء دون أن يظهر عليه مظاهر النوم أو تداعياته، بل ويبدو للناظرين بأنه في كامل الوعي والتنبه ؟! لذا فإن هذا الاكتشاف الطبي المتأخّر لبلدة فيتشتا الألمانية سبقتها إليه معظم برلمانات العالم، التي اعتاد أعضاؤها أخذ غفوات اختيارية خلال انعقاد الجلسات، دون أن يعكّر صفو نومهم، أو غفوتهم نقاشات زملائهم التي تمتد أحيانًا إلى ساعات طويلة، لا يكتفى فيها أصحابها، في بعض تلك البرلمانات، بتبادل الصراخ والاتّهامات، بل وأيضًا تبادل اللكمات، والضرب بالكراسى. لذا واعتمادا على نتائج ما خرجت به دراسة بلدة فيتشتا الألمانية، أقترح على المؤسسات الحكومية والأهلية منح موظفيها علاوات تتناسب مع فترات نومهم. وهنا سيكون لأعضاء البرلمانات، ومجالس الشورى قصب السبق دون نزاع.