لا أدري ما الذي اقترفه مندوبا فرنسا وفنزويلا المشاركان في مؤتمر البيئة الذي عقد في كوبنهاغن أخيرا كي يتعرضا للسخرية والتهكم لمجرد أنهما أخذا «تعسيلة» صغيرة، فقد بالغت الصحافة – كعادتها – لإتهام مندوبي الدولتين بأنهما غطا في سبات عميق؟! مثل هذه «التعسيلة» هي إحدى الظواهر المعروفة في مُعظم برلمانات العالم ومجالسها النيابية التي تُعطي كامل الفرصة لأعضائها لأخذ غفوة، قد تطول أحيانا وقد تتصاحب أحيانا أخرى بأصوات تنبئ بدخول صاحبها في نوبة من التفكير العميق، وهو ما دعاني، أثناء عضويتي في مجلس الشورى، إلي تصميم كرسي خاص لأعضاء البرلمانات الدولية يستطيع فيه العضو النائم أن يتخذ وضع الاسترخاء دون أن يظهر عليه مظاهر النوم أو تداعياته، بل ويبدو للناظرين بأنه في كامل الوعي والتنبه ؟! المدهش أن بعض التعليقات على نوم مندوبي فرنسا وفنزويلا جعلت منهما كبشي فداء لفشل مؤتمر المناخ العالمي في الوصول إلى قرارات بحجم ما رافق المؤتمر من تصريحات جعلت منه المفصل الرئيس لوضع الحلول النهائية لمسائل البيئة والتنبؤ بتوصل المؤتمرين إلي اتفاق ينقذ العالم من خطورة تردي المناخ العالمي؟! ولمن لا يعلم فأن عمق النوم يعني عمق التفكير من أجل التوصل إلى قرارات صائبة ومدروسة. فهاهي أمتنا العربية تُغط في نوم عميق ليس كسلاً أو تقاعساً – لا قدر الله - بل للتفكير في «المعادلة» الناجعة للقفز بالأمة العربية من دائرة التخلف إلى دائرة النمو والتقدم. وحتى وإن لم يتحقق الهدف فإن المثل العربي الشائع يقول: «نومه وتمطيطة أحسن من فرح طيطة».