بغداد، عمان، النجف - ا ف ب - أعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس، ان العراق «يتحفظ» عن مشروع قرار الجامعة العربية فرض عقوبات اقتصادية على سورية، فيما أعرب الرئيس العراقي جلال طالباني عن خشية بلاده من «البديل» عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، خصوصاً إذا «جاءت قوى متطرفة تعادي العراق»، مشدداً على أن بغداد «ترفض التدخل العسكري الأجنبي أو التركي في سورية». وقال زيباري في مؤتمر صحافي عقده في النجف، إن «العراق أعلن عن تحفظه عن مشروع قرار الجامعة العربية... كما أن لبنان والأردن أعلنا تحفظهما أيضاً لوجود علاقات اقتصادية كبيرة مع سورية التي يوجد فيها عدد كبير من العراقيين، وبالتالي لا يمكن من وجهة نظر العراق فرض عقوبات على سورية، لذلك أعلنا تحفظنا». وفي السياق نفسه، أكد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة ضرورة أن تكون قرارات الجامعة العربية «منسجمة مع مصالح كل دولة»، مشدداً على أن للمملكة «مصالح معروفة وواردات تأتي براً من خلال سورية». وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته القبرصية ايراتو كوزاكو ماركوليس: «نحن مع الإجماع العربي المشترك في ما يتعلق بالملف السوري، وكنا جزءاً من القرارات التي اتخذت». وأضاف: «لكنني ذكرت خلال اجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في القاهرة (الخميس)، أنه يجب دائماً ان تؤخذ بعين الاعتبار مصالح بلدنا، لأن لنا مصالح معروفة وواردات تأتي براً من خلال سورية وقضايا أخرى تتعلق بالحدود والمياه علاوة على وجود طلاب أردنيين هناك، لذلك نحن مع الاجماع العربي، ولكن سجلت ملاحظة الأردن حول ضرورة أن تكون هذه القرارات منسجمة مع مصالح كل دولة». من جهة أخرى، قال طالباني في مقابلة أجرتها معه قناة «العراقية» وبثت مساء أول من أمس: «نؤيد العمل السلمي السياسي من اجل الديموقراطية وحكومة مدنية دستورية في سورية، ونؤيد العمل من أجل الاصلاحات التي يريدها الشعب السوري». إلا أنه استدرك قائلاً: «نحن قلقون على البديل... نحن خائفون من الطرف المتطرف إذا حل محل الوضع القديم». وأوضح بحسب نص المقابلة الذي نشره موقع الرئاسة العراقية أمس: «نخاف إذا جاءت قوى متطرفة تعادي الديموقراطية، وتعادي العراق الديموقراطي، وتعادي المغزى الحقيقي للربيع العربي». وشدد على معارضته «التدخل الغربي المسلح في الشؤون الداخلية»، مؤكداً ضرورة «ان نكون ضد الديكتاتورية في أي بلد عربي، ونؤيد حق الشعوب العربية في الديموقراطية والحياة البرلمانية والحياة الحزبية وحرية الصحافة، ولكن إلى جانب ذلك، نحن ضد التدخل العسكري الخارجي». وأضاف: «سمعنا في فترة من الفترات عن التدخل التركي، وقلنا ان هذا شيء مخيف الى ماذا يؤدي؟ نحن لم ننكر حق الشعب السوري في الحقوق والحريات الديموقراطية... لكننا لسنا مع التدخل العسكري الأجنبي او التركي في سورية».