يبدوأن (جل) القائمين على الأعمال الدرامية السعودية اتفقوا ضمنا على تقديم أسوأ الأعمال تحديدا في شهر رمضان بل لم يكتفوا بذلك فأخذتهم العزة بالإثم للتسابق بل قل للتنافس إن صح التعبير للترويج لمفردات مبتذلة وسوقية من جملتها ما يعرف بالعامية ب (الذب) والتي أقل ما توصف بالمقززة.. الغريب أن واحدهم.. (وهذا حكرا على فنانينا فقط!) في بداية مشواره الفني يبدو رصينا في أدائه حريصا في انتقائه للأعمال التي يربأ بها أن تخدش حياء المشاهد أوتتنافى وقيمه وأعرافه ولمجرد أن يصبح معروفا (ومعيار الشهرة تهافت القنوات عليه تتلقفه) إلا وتجده تحول أراجوزا صفيقا لا يعير أي اهتمام للمشاهد وإن شئنا فهو يستخف بفكره وذائقته وإلا ماذا نسمي هذا الإسفاف والاستهزاء الذي تجسد أكثر ما تجسد بالمشاهد المبتذلة التي تظهر المواطن السعودي بصور منفره وبعيدة عن الواقع دعك من المشاهد المزيفة التي طبعت رجل الأمن السعودي بالسذاجة والصلف بينما هم أي رجالنا البواسل أبعد ما يكونون عن ذاك الاختزال الجائر، الحقيقة لا ندري لم هذا التسطيح السمج ومحاولة التنكيل بثقافة مجتمعهم الذي أبرزهم وجعلهم أسماء ذائعة الصيت؟! ترى هل لأنهم لم يستوعبوا الشهرة والنجومية؟ فالبعض وربما الغالبية لم يتدرجوا سلالم الشهرة والانتشار فلم يتجرعوا الصقل الكافي فحسبهم قفزوا أو(قفز) بهم إن أردنا الدقة من قبل القنوات وبعض وسائل الإعلام إلى أعلى قمم الشهرة وبطبيعة الحال لن نغفل دور أرباب الدعاية والإعلانات الداعم بقوة الأمر الذي جعلهم يتخبطون ولم يستطيعوا التمييز بين الغث والسمين.. أم تراه الغرور؟! ومرده أيضا الشهرة السريعة الهشة فتراءى لهم أن كل ما يهذرونه ويجترونه من سفاسف وترهات سوف تروق للمشاهد وتحوز (غصبا) على استحسانه حتى لوكان هوالمعنى بالاستخفاف والاستهانة! مؤسف أن يأتي هذا التمرد الفكري والاجتماعي والثقافي من أبناء جلدتنا والذين ترعرعوا وتشربوا قيم ومفاهيم مجتمعنا كان من الحري بهم أن يتسابقوا (بحرفية) الفنان الرصين وبهاجس المواطن الغيور على بث وتمرير الأفكار والمشاهد التي ترسخ قيمنا وتؤصل أخلاقيات مجتمعنا ومفاهيمه خصوصا إذا علمنا أن أكثر المشاهدين لهذه المسلسلات الدرامية من فئة الأطفال والمراهقين وهذا ما يفاقم وطأة وخطورة تلك الأعمال.. المفارقة المضحكة والمحزنة حين تقرأ أو تسمع تصريحات بعضهم كي لا نقول جلهم في الصحف أوعبر الأثير تصعقك أقوالهم (المثخنة) بعذب العبارات وأجمل المفردات مرددين بأنهم أصحاب رسالة ويقدمون فنا هادفا.. ويطالبون بمزيد من الحرية!... إلخ، المعزوفة الممجوجة التي سئمنا نعقها ولم نر إلا غثها. واقع الحال وصلت رسالتهم المخيبة والصادمة.. الخيبة الأكبر والأوسع انتشارا أنها وصلت الدول الأخرى بكل مضامينها وأسوأها وربما الأسوأ على الإطلاق الاستخفاف بالمجتمع والتندر على أفراده إلى ذلك يبرز السؤال الأهم.. كيف السبيل لإيقاف هذا المد الدرامي الذي أخذ يتسربل إلى مفاصل المجتمع وبدت إرهاصات خطورته على النشء (ترديد مفرداتهم المبتذلة) هذا دون الحديث عن حياطة سمعة مجتمعنا وأفراده الذي أضحى مادة للتندر والاستهزاء دون أدنى شعور بالحياء.. الحقيقة لن نعدم توسل بعض التدابير التي من شأنها لجم هذه المسلسلات الدرامية المقيتة وعلى رأسها وسائل الإعلام إذ يتعين على الكتاب والصحافيين نقد تلك الأعمال نقدا موضوعيا مقرونا بتبيان أضرارها وتداعياتها المجتمعية وبكلمات أوضح أن يكون محك تقييم الأعمال هو مدى اتساقها وتوافقها مع معايير المجتمع ووفق إطار قيمة وأعرافه، وفي السياق يأتي دور (المعلنين) بوصفهم الممولين والمغذين لتلك الأعمال فيجب ألا يشارك أربابه المتنفعين من حيث يدرون أولا يدرون بنفخ هذه المهازل الدرامية المتورمة أصلا تهريجا وإسفافا.. أتمنى على هؤلاء النجوم! (إن صحت التسمية) أن يعيدوا النظر ويتذكروا جيدا وقبل فوات الأوان أن المجتمع (أفرادا ووسائل الإعلام وأرباب الدعاية والإعلان) هومن صنع نجوميتكم وتنكرتم له بالإساءة.. أزعم بأن المجتمع بشتى فئاته ومختلف أطيافه وشرائحه لن يرضى بهذا الغثاء خصوصا أنه استشعر تجليات خطورته على البنية الاجتماعية والقيمية والثقافية، وقتها سوف تتساقط تلك النجوم وتهوى تباعا وبذات السرعة التي أقلعت لعنان السماء، ساعتذاك لن تجد من يتلقفها أوحتى يسمي عليها. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 229 مسافة ثم الرسالة