حلل الخبير الإعلامي الكبير “دنيس مكويل” في دراساته الإعلامية الحديثة كافة النظريات الإعلامية كنظرية المجتمع الجماهيري، نظرية السياسة الاقتصادية لوسائل الإعلام، النظرية الثقافية، النظرية البنائية الوظيفية، وغير تلك النظريات التي بُنيت في الأصل على رؤى علمية أو اجتهادات لعدد من الخبراء والمختصين في مجال الإعلام. ويقول بعض الباحثين في الإعلام إن التلفاز الذي تطور في الفترة الزمنية التي تلت الحرب العالمية ارتبط في تطوّره بعوامل سياسية واجتماعية؛ ودعوني هنا أتوقف عند العوامل الاجتماعية التي يجب أن تكون الأهم في نظري من أية عوامل أخرى ذات صلة بنجاح وسائل الإعلام أم فشلها؛ وبلا شك فإن الارتباط وثيق بين القيم والمعايير الاجتماعية وبين العملية الإعلامية، لذا كان لزامًا على أرباب النشاط الإعلامي المتلفز المتمثل حاليًّا في كم هائل من القنوات الفضائية أن يفطنوا إلى أن الاتجاه المؤيد لأولوية المجتمع في تحريك الوسائل الإعلامية “حتى إن حاد بعضها عن مجموعة من القيم المجتمعية والثقافية لمجتمع بعينه” قد يكون اتجاهًا محقًّا فلا غنى للإعلام عن تقبل المجتمع لمحتوى الرسالة الإعلامية بغض النظر عن مرسلها؛ ومن هنا فإن المسؤولين عن الإعلام من ملاك ومنتجين مطالبين بالالتفات إلى ما تبثه قنواتهم من هزل وإسفاف يصل إلى الخروج عن القيم الشرعية والاجتماعية المثلى؛ بل إن بعض تلك القنوات يبث ثقافة مستوردة ورديئة تستهدف فئة الشباب من الجنسين ممّا أحدث فجوة بين مبادئ الرسالة الإعلامية والأهداف الضمنية والخطرة لتلك القنوات! ولنا أن نتصوّر أيضًا في شأن متصل أن الدعايات التجارية أصبحت تلعب على أوتار القيم بشكل ممجوج ومرفوض؛ الأمر الذي يستوجب العودة إلى تطبيق نظريات الإعلام الصحيحة والراقية مع جانب كبير من الحزم، وردع كل مخالف يريد بث توجهاته الخاصة والخاطئة عبر فضائيات حادت عن منهج الإعلام ومفاهيمه العليا. إذن هل لنا أن نتساءل: هل نحن في زمن إعلام مخيف؟! البشر وثقافة أفلاجية تحظى محافظة الأفلاج الواقعة جنوب العاصمة السعودية الرياض بعدد كبير من رجال الفكر والثقافة، وقدمت المحافظة للوطن كفاءات وطنية وقامات في شتى الميادين، كيف لا وهي أرض الفلج، والعشق، وجبل التوباد الذي تغنى به قيس ليلى العامرية، وهام في شعابه وأوديته. وفي الأسبوع الفارط قابلت مجموعة من الشباب الأفلاجي المتحمس لمشروع ثقافي وإعلامي في آن واحد، وأسرني حقًّا مستوى فكرهم وثقافتهم التي تمتاز بالعصرية والتوجه صوب الإبداع الثقافي وفق معطيات العصر ومستجداته، ومن هؤلاء المهندس عبدالرحمن البشر، والمهندس محمد الحبشان، والأستاذ شجاع الدوسري، والأستاذ خالد القنعير، والأستاذ فهد الدوسري. أتمنى لشباب الأفلاج المثقف فضاءً جديدًا من الإبداع والألق في مرحلة جديدة تتطلب ثقافة شبابية ومنفتحة.