لا شك أن نظام ساهر الخاص بمتابعة حركة المرور باستخدام التقنية الحديثة يعد خطوة حضارية متطورة لتحسين حركة السير في الشوارع العامة وفك الإختناقات المرورية الطارئة، بالاضافة إلى رصد المخالفات المرورية على الطرق الرئيسية بواسطة نظام شبكة كاميرات ورادارات ثابتة ومتحركة بشكل آلي، وإشعار المخالفين بالمخالفة فور حدوثها عبر رسائل الجوال . لذا يتوجب على كل صاحب مركبة تحديث بيانات المركبة ورقم جواله لدى إدارة المرور أو عن طريق موقع وزارة الداخلية www.moi.gov.sa ليبادر بسداد قيمة المخالفة بالحد الأدنى خلال ثلاثين يوماً من تسجيلها وبعد ذلك يطبق عليه الحد الأعلى للمخالفة . والحقيقة أن نظام ساهر يركز اهتمامه على الشوارع العامة في المدن الرئيسية حيث تم وضع عدد كبير من الكاميرات في التقاطعات والطرق الهامة، ويعتمد النظام على التقاط صورة لوحة المركبة لتسجيل المخالفة. والسؤال الذي يفرض نفسه كيف يتم رصد المخالفات على المركبات التي يتعمّد أصحابها نزع اللوحات أو طمس بعض معالمها؟ أو وضع برواز حول اللوحة لتغطية أجزاء من الحروف والأرقام وهذه مخالفة صريحة ينتهجها بعض السائقين من هواة التفحيط والمولعين بالسرعة الجنونية وعدم احترام أنظمة السير مثل قطع الإشارة وتغيير معالم المركبة، بإضافة بعض الخطوط والألوان على جسم المركبة ناهيك عن التظليل القاتم والكامل وظاهرة التغبير التي انتشرت بشكل ملفت للنظر في أوساط الشباب . فأين رجال دوريات المرور المتواجدين في الميادين العامة من هذه المخالفات الصريحة؟ فإذا كان نظام ساهر اهتم بمتابعة حركة السير ورصد المخالفات في الشوارع العامة فإننا نطالب بتكثيف دوريات المرور في الشوارع الداخلية والأحياء السكنية التي لم يشملها نظام ساهر حيث لوحظ ارتكاب عدة مخالفات في هذه المواقع مثل ( التفحيط والسير بعكس الاتجاه وقيادة صغار السن، والسرعة الجنونية التي تصل لحد إزعاج السكان ومخالفات أخرى لا يتسع المجال لذكرها . كما لاحظنا أن بعض رجال المرور لا يولون كثير من المخالفات أي اهتمام والبعض منهم عند تحرير قسيمة المخالفة للسائق المخالف لم يقم بتعبئة كافة البيانات الموضحة في القسيمة ويتحاشى كتابة اسمه ورقم هويته بل يوقع فقط ( بخربشات ) لا يمكن التعرّف على شخصيته متى اقتضت الضرورة لذلك . وأمامي صورة قسيمة تثبت ذلك . والمفروض من مدير إدارة المرور والمسؤول عن الحاسب الآلي في المرور إلزام كافة الأفراد بتعبئة كافة البيانات في القسيمة وكتابة أسمائهم وأرقام هوياتهم على كل قسيمة مخالفة في الخانة المحددة للرجوع إليهم عند الحاجة ومحاسبة المقصرين. والنظام فوق الجميع وبإتباع النظام تسود الأمم . وفق الله الجميع للخير والصلاح. مكةالمكرمة ص ب 2511