ساهمت كارثة مجمع مدارس براعم الوطن الأهلية في محافظة جدة يوم السبت الماضي في رفع درجة الحساسية لدى المعلمين والمعلمات والطلاب والطالبات من أي دخان، بحيث تسارع المدارس إلى إخلاء الطلاب والطالبات قبل التثبت من مصدر الدخان، وهو ما يعرفه علماء النفس ب «فوبيا الحرائق»، ومن ذلك ما حدث يوم أمس في المتوسطة ال 115 بحي الفيحاء حيث سارعت مديرة المدرسة إلى إخلاء الطالبات وإبلاغ الدفاع المدني، وتبين بعد وصول رجال الإطفاء والإنقاذ أن مصدر الدخان لم يكن سوى حفلة شواء لطالبات الروضة الرابعة والعشرون المجاورة للمدرسة. كما تكرر المشهد يوم أمس في عدة مدارس بمختلف الأحياء منها حي الفيحاء، كيلو 7، وحي مشرفة، وكذلك ما حدث في كلية البنات للاقتصاد المنزلي التي تم إخلاؤها بعد بلاغ عن وجود رائحة دخان، وتبين لاحقا أن الأمر طبيعي ولا يستدعي اتخاذ مثل هذه الإجراءات. وتسبب خلل فني بأجهزة الإنذار في انطلاق جرس الإنذار بالمدرسة النصيفية في حي العزيزية، مما أحدث حالة من الرعب والفزع والإرباك بين المعلمات والطالبات، وتم إخلاء المدرسة خلال دقيقتين قبل أن تتبين الحقيقة. وفي ظل هذا الواقع وجد بعض ضعاف النفوس مناخا خصبا لإطلاق الشائعات عن حرائق وهمية في مدارس هنا وهناك، ويروجون لها من خلال أجهزة البلاك بيري والمواقع الإلكترونية. ونحن هنا لسنا ضد ارتفاع درجة الحساسية تجاه الحرائق ومسبباتها، بل على العكس نحن معها لأنها مؤشر إيجابي لارتفاع مستوى الوعي في مدارسنا بكيفية التعامل مع الكوارث، ولكننا في ذات الوقت لا نريد لهذه الحساسية أن تتجاوز حدودها بحيث تكون مصدر إزعاج لأولياء الأمور آباء وأمهات من خلال تلقيهم معلومات مغلوطة تقلقهم على فلذات أكبادهم.