قبل أن يفيق المواطنون من هول فاجعتي الطالبات في جدة غرباً وحائل شمالاً، حلّت المأساة أمس في منطقة جازان جنوباً بحادث مروري أودى بحياة 3 طالبات جامعيات وسائقهن فيما أصيبت 10 أخريات. والسبب ليس تماساً كهربائياً ولّد حريقاً، ولا حفراً في الطريق، بل سرعةً وقلة انتباه. أما النتيجة فواحدة: موت فلذات الأكباد مجاناً. ووقع الحادث على طريق بيش - الدرب عندما كانت الطالبات في حافلة، عائداتٍ من كلية التربية في محافظة صبيا إلى منازلهن في محافظة الدرب، حيث صدمت سيارة الحافلة من الخلف ما تسبب بخروجها عن مسارها وانقلابها. وما كاد غبار الحادث ينقشع، حتى اختلط الدم بالدموع، وعلت صرخات الألم والنحيب خصوصاً أن بعض الطالبات توفين على الفور، وانتشر الحزن حيثما انتشر الخبر. أما كارثة "براعم الوطن" في جدة، فأوشكت أن تعاد في الرياض أمس، حيث تسبب تماس كهربائي في مدرسة بحي الياسمين، في إخلاء مجمع تعليمي من نحو ألف طالبة، تحسباً لوقوع حريق. ووسط كل هذه المآسي، تسبب تصاعد دخان تبين لاحقاً أنه ناتج عن شواء لحم بإخلاء "مجمع مدارس ال 91" في حي الفيحاء بجدة وإعلان حالة طوارئ. في غضون ذلك، تواصلت مواقف الجهات الحكومية أمس في ما يتعلق بحريق "براعم الوطن" أبرزها موقف وزير التربية الأمير فيصل بن عبدالله الذي تعهد بأن "ينال المقصّر جزاءه"، في حين كشفت مصادر ل "الوطن" أن التحقيق "بدأ يتجه نحو تسمية جهات أخل مسؤولون فيها بواجبهم". أما مدير المدرسة أروى آل الشيخ فأرجعت لجوء معلمات وطالبات إلى القفز من النوافذ إلى "الهلع الذي أدى بدوره إلى خلل في اتباع خطط الإخلاء ووسائل السلامة المتوفرة في المدرسة". وتذمرت آل الشيخ في أول تصريح لها خصت به إذاعة "ألف ألف"، من أخبار اتهمت المدرسة بالقصور، مؤكدة أنها "عارية من الصحة". وقالت: المدرسة تحتفظ بتصاريح السلامة الحاصلة عليها من الدفاع المدني.