دعا المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية فى بيان له مساء امس جميع القوى السياسية والوطنية إلى حوار عاجل لدراسة أسباب تفاقم الأزمة الحالية، ووضع تصورات الخروج منها في أسرع وقت ممكن، حرصا على سلامة الوطن. فيما لم يتطرق الى قبول او رفض استقالة حكومة شرف التى وضعت على طاولته امس وكلف وزارة العدل بتشكيل لجنة تقصى حقائق وكان وزير الاعلام المصرى اسامة هيكل قد نفى فى وقت متأخر من ليل امس أن يكون» العسكرى « قد بت فيها . وفيما بلغت حصيلة القتلى فى مصادمات التحرير حتى مساء امس 24 شخصا وصل عدد المتواجدين بالميدان الى 30 الفاً بحسب المحتجين وأكد الدكتور على السلمي، نائب رئيس مجلس الوزراء أن الانتخابات البرلمانية المقبلة ستجرى في موعدها سواء استمرت هذه الحكومة في أداء مهامها أو تم تشكيل حكومة جديدة وفى التفاصيل أهاب المجلس العسكرى -في بيان له مساء امس- بكافة القوى السياسية والوطنية وجميع المواطنين الالتزام بالهدوء، وخلق مناخ من الاستقرار، بهدف مواصلة العملية السياسية، التي تتم من أجل الوصول إلى نظام ديمقراطي يضع مصر في المكانة اللائقة لها بين الأمم. وأعرب عن بالغ أسفه لسقوط ضحايا ومصابين في هذه الأحداث المؤلمة، وقدم خالص التعازي لأسر الضحايا وتمنياته بالشفاء العاجل لجميع المصابين. وأصدر المجلس أوامره لقوات الأمن باتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لتأمين المتظاهرين والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس في إطار القانون. وأكد المجلس في بيانه إيمانه العميق بأن التظاهر السلمي حق مشروع للمواطنين إلا أن الأمر لاينبغي أن يخرج عن نطاق التظاهر السلمي، مهما كانت الظروف حرصا على سلامة جميع أبناء الوطن. ودعا المجلس المتظاهرين وجميع أطياف الشعب إلى التحلي بأعلى درجات ضبط النفس، حتى لا يؤدي الأمر إلى سقوط المزيد من الضحايا والمصابين. وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة وزارة العدل بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق، وأسباب وملابسات ما حدث، التي أدت إلى وقوع ضحايا من المتظاهرين وتقديم النتائج في أسرع وقت ممكن واتخاذ الإجراءات القانونية ضد كل من يثبت تورطه فى الاحداث وفى السياق قال السفير محمد حجازى المتحدث باسم مجلس الوزراء فى وقت سابق بأن الحكومة قدمت استقالتها إلا أنه تقديرا للظروف الصعبة التى تجتازها البلاد فى الوقت الراهن فإن الحكومة ،مستمرة فى أداء مهامها كاملة لحين البت فى الاستقالة. وأوضح مجلس الوزراء في بيان له انه في إطار انعقاده الدائم منذ أمس الأول يتابع باهتمام بالغ تطورات الأحداث المؤسفة التى شهدتها مصر خلال اليومين الماضيين ، والتى أدت لسقوط ضحايا ومصابين من المواطنين . وأكد البيان ان الحكومة إذ تستشعر المسئولية السياسية ، فإنها تعرب عن شديد أسفها تجاه هذه الأحداث المؤلمة ، موضحا انه من منطلق هذه الشعور ، فقد وضعت أمس استقالتها تحت تصرف المجلس الأعلى للقوات المسلحة .وتناشد المواطنين ضبط النفس والالتزام بالهدوء لاستعادة استقرار الأمور فى البلاد ، تمهيدا لإجراء أولى مراحل الديمقراطية بإتمام الانتخابات النيابية فى موعدها . ورداً على سؤال حول الاستقالة فى هذا الوقت الحرج قال وزير الاعلام اسامة هيكل أن غالبية الوزراء رأوا انهم يتعرضون فى الوقت الحالى لضغوط كبيرة وسط ظروف صعبة تعوقهم عن أداء أعمالهم وأنهم لا يستطيعون مواصلة تنفيذ مهامهم مما يتطلب اعطائهم شرعية جديدة أو تشكيل حكومة جديدة . وتلقى المتظاهرون فى ميدان التحرير أنباء تقديم حكومة شرف استقالتها بفرحة لم تطل أعقبها فتور ثم تصعيد لمطالب الميدان .وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن مصدر عسكرى لم تكشف عن اسمه قوله : ان المجلس الاعلى للقوات المسلحة يسعى لتوافق على رئيس جديد لمجلس الوزراء قبل أن يقبل الاستقالة التي تقدم بها مجلس الوزراء الذي يرأسه عصام شرف.وقال المصدر إن المجلس العسكري لن يصدر بيانا رسميا حول الامر قبل التوافق على المرشح للمنصب.ولم يدل المصدر بمزيد من التفاصيل. من جهته أكد الدكتور على السلمي، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية السياسية والتحول الديمقراطي، أن الانتخابات البرلمانية المقبلة ستجرى في موعدها سواء استمرت هذه الحكومة في أداء مهامها أو تم تشكيل حكومة جديدة، مشيرا إلى أن هذا تأكيد من المجلس الأعلى للقوات المسلحة. وقال السلمي، في تصريحات بمقر مجلس الوزراء إنه فيما يتعلق باجتماعه مع القوى السياسية مساء أمس تمت مناقشة الأحداث الجارية والنظر في إزالة الاحتقان.وأكد أن المصارحة والمكاشفة بالأسباب، التي أدت للأحداث المؤسفة هو الطريق لحل الاحتقان، حيث يوجد دور للقوى الحزبية والتحريضية والقوى، التي لا تريد سلاما لهذا البلد وتريد تحقيق مكاسب خاصة على حساب هذا الوطن. وفى سياق متصل تزايدت أعداد المتظاهرين في ميدان التحرير مساء امس الاثنين لتبلغ ما يقرب من الثلاثين ألف شخص، في الوقت الذي انتقل المستشفى الميداني بشارع محمد محمود إلى قلب الميدان، وتحديدا في موقع المنصة، بعد تعرض موقعه في المسجد المجاور للهجوم أمس بالقنابل المسيلة للدموع، وأحاطها بعض المتظاهرين بسياج بشري. واستمرت المسيرات في شارع محمد محمود مع إطلاق هتافات شديدة ومنددة بقوات الأمن، في الوقت الذي استمر إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المسيرات التي تهدف بشكل أساسي إلى منع قوات الأمن المتمركزة في الشارع من مهاجمة الميدان.