قال عضو نادي جدة الأدبي الأسبق محمد علي قدس: لقد بدت قاعة النادي الأدبي قبل مغرب يوم الاثنين الماضي وكأنها تخلو من الوجوه الثقافية المعروفة في المشهد الثقافي والإبداع الأدبي ومن رموز الثقافة في جدة إلا القليل منهم، كان واضحًا عزوف الأدباء والمثقفين والإعلاميين عن المشاركة في انتخابات النادي، وبدا وكأن الحضور تساوره المخاوف والحذر من أن تكون نتائج انتخاب مجلس جديد مخيّبة للآمال وعلى غير ما يتوقع أدباء جدة، وجرت عملية التصويت على أسماء 45 مرشحًا الغالبية العظمى منهم أسماء غير معروفة ثقافيًا وليس لها دور في المشهد الثقافي والعطاء الأدبي، وعندها تذكرت اجتماع أدباء جدة ورموزها عند تأسيس النادي واختيار أول مجلس لإدارته وإختيار الرئيس والأعضاء وكانوا جميعهم من روّاد الأدب في بلادنا ورموز مدينة جدة الثقافية وقد سرد تلك الأسماء الأديب المثقف الدكتور محمد العوين في كلمته التي ألقاها قبل إعلان نتائج التصويت، وكانت النتيجة بحق مخيبة، وقد توقّع الذين انصرفوا عن المشاركة وقاطعوا الانتخابات، أنها لن تكون في صالح أدباء جدة ومخيبة لآمالهم، والدكتور ناصر الحجيلان وكيل الوزارة للشوؤة الثقافية ألقى اللوم على اللائحة التي أدت لتغييب الأسماء المعروفة وفوز الآخرين، أعتقد أن معظم الأدباء والمثقفين في المملكة لم يكونوا راضين عن نتائج الانتخابات في معظم الأندية الأدبية التي تمت فيها، وكانت النتائج بحق على غير التوقعات، وتؤكد وجود تكتلات وإستحواذ على النتائج بحشد أكبر عدد من الأسماء في الجمعيات العمومية للتصويت على أسماء ستحمل عبء الثقافة، ولكنها ضريبة الديمقراطية التي ننادي بها، ولابد أن ندرك أن أي عملية انتخابية يمكن أن يتم توجيهها والسيطرة على نتائجها، وأنا أتعجّب كيف يكون الدكتور عبدالمحسن القحطاني الرئيس السابق صاحب الإنجازات الكبيرة في النادي وصاحب التجربة الثرية والحاصل على أكبر عدد من الأصوات(79) صوتًا ولا يكون الفائز برئاسة النادي؟!.. سؤال يكشف حقائق كثيرة عند الإجابة عنه، ونحن ندرك متطلبات المشهد الثقافي، وما لهذا المشهد من شجون وهموم في مرحلة مهمة من حياتنا الثقافية.