اعلن مسؤول أمريكي الاربعاء امام مجلس الشيوخ ان قادة عرب ابلغوا الولاياتالمتحدة في مجالس خاصة انهم عرضوا اللجوء على الرئيس السوري بشار الاسد في محاولة لاقناعه بالتخلي عن السلطة امام حركة الاحتجاجات التي تشهدها بلاده. يأتي ذلك، فيما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان أمس عن مقتل ثلاثة مدنيين بينهم طفلة برصاص قوات الامن السورية، واربعة من الجنود السوريين في هجوم نفذه مسلحون يعتقد انهم منشقون. وقال مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي ان «بعض القادة العرب بدأوا باقتراح اللجوء على الاسد لدفعه الى التخلي عن السلطة بهدوء وبسرعة». واكد خلال جلسة استماع حول قمع حركة الاحتجاج في سوريا ان «كل القادة العرب تقريبا يقولون الشىء نفسه: ينبغي ان ينتهي نظام الاسد. التغيير في سوريا حتمي». وفيما يتحدث البعض عن «انقلاب داخل السلطة» في دمشق قال فيلتمان «اعتقد ان هذا الامر غير مرجح». واعلنت المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة الثلاثاء ان اعمال القمع في سوريا اوقعت اكثر من 3500 قتيل منذ بدايتها منتصف مارس الماضي. واعتبر فيلتمان ان «الاحتجاجات العنيفة ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد غير مجدية». وأوضح فيلتمان ان الولاياتالمتحدة «شجعت» على سلمية المعارضة. واضاف «نعتقد انه في الظرف الراهن تكمن قوتهم في المظاهرات السلمية»، مشيرا خصوصا الى التجار السوريين الذين يقفلون محلاتهم تضامنا مع حركة المعارضة. وقال فيلتمان ان «بشار الاسد يدمر سوريا ويزعزع المنطقة»، مضيفا «رسالتنا الى الرئيس الاسد بسيطة: استقل واترك مواطنيك يبدأون المرحلة الانتقالية نحو الديمقراطية»، موضحا انه مع العقوبات المفروضة على دمشق «زادت عزلة سوريا». وجاءت تعليقات فيلتمان، فيما اتهمت سوريا الاربعاء الولاياتالمتحدة بالتدخل في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ عدة اشهر من خلال نصحها السوريين عدم الاستسلام للشرطة بالرغم من صدور وعد بالعفو عنهم من قبل السلطات السورية. وجاء في بيان سوري في مجلس الامن الدولي ان «الجمهورية العربية السورية تعتبر ان الولاياتالمتحدة ومن خلال اعلان وزارة الخارجية متورطة مباشرة في الاضطرابات العنيفة في سوريا». ونصحت الولاياتالمتحدة الجمعة السوريين بعدم تسليم انفسهم للشرطة السورية بالرغم من التعهد الذي قطعته السلطات باصدار عفو عن الذين يسلمون اسلحتهم خلال ثمانية ايام، حسب ما جاء في بيان للمتحدثة باسم وزارة الخارجية. من جانب اخر، قال فيلتمان ان السفير الأمريكي الى سوريا روبرت فورد سيعود قريبا الى دمشق، موضحا «خلال اسابيع، اعني اياما او اسابيع». وكان فورد غادر فجأة نهاية أكتوبر دمشق بسبب «تهديدات جدية». وردت دمشق باستدعاء سفيرها في واشنطن. وردا على سؤال حول العلاقات بين سوريا وايران، اكد فيلتمان ان طهران تقدم «خبراتها ومساعداتها التقنية للقيام باشياء مسيئة». إلى ذلك، قال المرصد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان «استشهد مواطن صباح الخميس اثر اطلاق الرصاص خلال حملة مداهمات تنفذها القوات السورية في حي البياضة» في مدينة حمص وسط سوريا. واضاف ان طفلة تبلغ من العمر ثماني سنوات قتلت ايضا صباحا في حي الوعر بمدينة حمص. وتابع ان مواطنا قتل فجر الخميس ايضا في بلدة كفرومة في محافظة ادلب شمال سوريا «خلال مداهمات بحثا عن مطلوبين للسلطات السورية»، مشيرا الى ان القوات السورية «تنفذ حملة مداهمات في البلدة». يشار الى ان مدينة حمص تدور فيها اعنف المواجهات بين الجيش السوري ومنشقين عنه وتشن القوات السورية منذ اسابيع عملية عسكرية واسعة النطاق وخصوصا في حي بابا عمرو. كما قال المرصد «قتل اربعة من جنود الجيش السوري على الاقل اثر هجوم نفذه مسلحون يعتقد انهم منشقون فجر الخميس على حاجز للجيش في بلدة حاس قرب مدينة معرة النعمان» في محافظة ادلب.