عرض بعض القادة العرب اللجوء على الرئيس السوري بشار الأسد في محاولة لإقناعه بالتخلي عن السلطة أمام حركة الاحتجاجات التي تشهدها بلاده, حسبما أعلن مسؤول أميركي الأربعاء أمام مجلس الشيوخ. وقال جيفري فيلتمان، مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي إن «بعض القادة العرب بدأوا باقتراح اللجوء على الأسد لدفعه إلى التخلي عن السلطة بهدوء وبسرعة». وأكد فيلتمان خلال جلسة استماع حول قمع حركة الاحتجاج في سوريا أن «كل القادة العرب تقريبا يقولون الشىء نفسه: ينبغي أن ينتهي نظام الأسد, التغيير في سوريا حتمي». وفيما يتحدث البعض عن «انقلاب داخل السلطة» في دمشق قال فيلتمان «أعتقد أن هذا الأمر غير مرجح». واعتبر فيلتمان أن «الاحتجاجات العنيفة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد غير مجدية». وأوضح فيلتمان أن الولاياتالمتحدة «شجعت» على سلمية المعارضة. وقال أيضا «نشجع المعارضة وحلفاءنا في المنطقة على الاستمرار في رفض العنف. عدم التخلي عن العنف، صراحة، يجعل القمع الوحشي للنظام أكثر سهولة». وجاءت تعليقات فيلتمان فيما اتهمت سوريا الأربعاء الولاياتالمتحدة بالتدخل في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ عدة أشهر من خلال نصحها السوريين عدم الاستسلام للشرطة بالرغم من صدور وعد بالعفو عنهم من قبل السلطات السورية. وجاء في بيان سوري في مجلس الأمن الدولي أن «الجمهورية العربية السورية تعتبر أن الولاياتالمتحدة ومن خلال إعلان وزارة الخارجية متورطة مباشرة في الاضطرابات العنيفة في سوريا». ونصحت الولاياتالمتحدة الجمعة السوريين بعدم تسليم أنفسهم للشرطة السورية بالرغم من التعهد الذي قطعته السلطات باصدار عفو عن الذين يسلمون أسلحتهم خلال ثمانية أيام، حسب ما جاء في بيان للمتحدثة باسم وزارة الخارجية. من جانب آخر قال فيلتمان إن السفير الأميركي إلى سوريا روبرت فورد سيعود قريبا إلى دمشق، موضحا «خلال أسابيع، أعني أيام أو أسابيع». وكان فورد غادر فجأة نهاية تشرين الاول/أكتوبر دمشق بسبب «تهديدات جدية». وردت دمشق باستدعاء سفيرها في واشنطن. وعلى الصعيد الميداني, اقتحمت القوات السورية أمس الخميس عدة مناطق على مشارف العاصمة دمشق، حيث قامت باعتقالات عشوائية, كما واصلت عملياتها في مدينة حمص وحماة وأدلب. وأعلن ناشطون حقوقيون أمس الخميس عن مقتل 11 مدنيا بينهم طفلة برصاص قوات الامن السورية في مدينة حمص وحماة وادلب, كما قتل وأربعة من الجنود السوريين في هجوم نفذه مسلحون يعتقد أنهم منشقون قرب مدينة معرة النعمان» في محافظة أدلب. وقال الناشط عمر إدلبي المقيم في لبنان إنه منذ ساعات، تقوم قوات من الأمن السوري بتفتيش المنازل في دوما وسقبا، وأنها ألقت القبض على عشرات الرجال وسيدتين. وأضاف أن قوات النظام لا تزال تفرض حصارا على محافظتي حمص وحماة. وذكر أن محصلة قمع النظام للمظاهرات الأربعاء في حمص وحماة وإدلب بلغت 27 قتيلا.