أعلن المجلس الوطني السوري المعارض أمس أنه بدأ تحركًا واسعًا لدفع جامعة الدول العربية إلى تبني موقف قوي ضد نظام الرئيس بشار الأسد، فيما أسفرت أعمال العنف عن سقوط 20 قتيلاً الثلاثاء غالبيتهم في محافظتي إدلب وحمص. يأتي ذلك، فيما دعت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان إلى الإضراب العام اليوم الخميس، وسحب المبادرة العربية؛ احتجاجًا على عمليات القتل والقصف العنيف على مدينة حمص، التي أعلنتها المعارضة أمس الأول مدينة منكوبة. من جهتها، أعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للامم المتحدة الثلاثاء أن أعمال القمع في سوريا أوقعت أكثر من 3500 قتيل منذ بدايتها منتصف مارس الماضي. وقال المجلس الوطني السوري في بيان إنه بدأ تحركًا سياسيًّا واسعًا بهدف حث الدول الأعضاء في الجامعة العربية على اتخاذ موقف جدي وفاعل ضد النظام السوري بما يتناسب مع التطور الخطير للاوضاع داخل سورية، وخاصة في مدينة حمص التي تحاصرها القوات السورية. وأوضح أن خطة تحركه تشمل القيام بزيارات مستعجلة إلى كل من الجزائر والسودان وسلطنة عمان وقطر والاتصال بعدد من وزراء الخارجية العرب؛ لاطلاعهم على الجرائم المروعة التي يرتكبها النظام في حمص، وعدد من المناطق التي تتعرض لاجتياحات عسكرية واسعة النطاق. من جهة أخرى، قال المجلس في البيان نفسه إن وفدًا من مكتبه التنفيذي سيزور الجامعة العربية قبل اجتماعها الوزاري المقرر السبت لنقل مطالب الشعب السوري. وعدد البيان خمسة مطالب بينها تجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية، وفرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية من قبل الدول الاعضاء على النظام السوري، ونقل ملف انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الإبادة إلى محكمة الجنايات الدولية. وفي جنيف، أعلنت المتحدثة باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة رافينا شامداساني في مؤتمر صحافي ان القمع الوحشي للمتظاهرين في سوريا أودى بحياة اكثر من 3500 شخص حتى الآن. وأضافت إن أكثر من ستين شخصًا قتلوا من قبل العسكريين وقوات الأمن بينهم 19 الاحد أول أيام عيد الأضحى منذ قبول دمشق في الثاني من نوفمبر خطة عربية يفترض أن تنهي العنف. وتابعت أن الحكومة السورية أعلنت الإفراج عن 550 شخصًا السبت بمناسبة العيد لكن عشرات الآلاف ما زالوا معتقلين وعشرات الأشخاص يتم توقيفهم كل يوم. وفي الوقت نفسه، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 20 شخصًا في أعمال العنف، بينهم ثمانية من عناصر الجيش والأمن. وقال المرصد في بيان إن ثمانية من عناصر الجيش والامن السوري قتلوا إثر كمين نصبه لهم مسلحون يعتقد أنهم منشقون جنوب مدينة «معرة النعمان» في محافظة ادلب شمال غرب سوريا. وفي المحافظة نفسها، قتل اربعة مدنيين برصاص قوات الامن، بحسب المصدر نفسه. وقال المرصد في بيان «استشهد مواطنان وأصيب سبعة آخرون بجراح اثر اطلاق الرصاص من ناقلات جند مدرعة على مواطنيين في مدينة سراقب». وتابع «استشهد شاب من قرية بريف مدينة أريحا خلال اطلاق رصاص من قبل قوات الامن في اريحا» بمحافظة إدلب، مضيفًا إنه في مدينة ادلب «استشهد مواطن متاثرا بجراح اصيب بها فجر الثلاثاء برصاص حاجز أمني». أمّا في حمص حيث تدور اعنف المواجهات بين الجيش السوري ومنشقين عنه وحيث تشن القوات السورية منذ اسابيع عملية عسكرية واسعة النطاق وخصوصًا في حي بابا عمرو، قتل الثلاثاء خمسة اشخاص، يضاف اليهم ثلاثة توفوا متأثرين بجروح اصيبوا بها خلال الايام الماضية. وفي دير الزور (شرق) «اصيب خمسة اشخاص بجراح بعضهم في حالة حرجة اثر اطلاق رصاص من قبل قوات الامن لتفريق مظاهرة حاشدة خرجت مساء الثلاثاء من مسجد الحسين في الحميدية، واعتقلت سبعة متظاهرين على الاقل وتنفذ قوات الأمن الآن حملة مداهمات واعتقالات في الحي».