قال الضَمِير المُتَكَلّم : بما أننا نعيش أيام العيد ؛ فما رأيكم ، أن نبتعد قليلاً عن المقالة والنّثر ، ونطرق اليوم باب الشّعْر ؛ ففيه الفتنة والسّحر ؛ هيا بنا إلى هذه المقطوعات : ( 1 ) يا قدس يا سيدتي معذرة فليس لي يدان ، وليس لي أسلحة وليس لي ميدان ، كل الذي أملكه لسان ، والنطق يا سيدتي أسعاره باهظة ، والموت بالمجان ، سيدتي أحرجتني، فالعمر سِعْرُ كلمة واحدة ، وليس لي عمران ، أقول نصف كلمة ، ولعنة الله على وسوسة الشيطان ، جاءت إليك لجنة، تبيض لجنتين ، تفقسان بعد جولتين عن ثمان ، وبالرّفَاء و البنين تكثر اللجان ، ويسحق الصبر على أعصابه ، ويرتدي قميصه عثمان ، سيدتي ، حي على اللجان ، حي على اللجان ( 2 ) أحضِرْ سلّهْ ضَعُ فيها « أربعَ تِسعات « ضَعُ صُحُفاً مُنحلّهْ . ضعْ مذياعاً ضَعْ بوقَاً، ضَعْ طبلَهْ . ضعْ شمعاً أحمَرَ، ضعْ حَبلاً، ضَع سكّيناً ، ضَعْ قُفْلاً .. وتذكّرْ قَفْلَهْ . ضَعْ كلباً يَعقِرْ بالجُملَةْ يَسبِقُ ظِلّهْ يلمَحُ حتّى اللا أشياءَ ويسمعُ ضِحْكَ النّملَةْ ! واخلِطْ هذا كُلّهْ وتأكّدْ منْ غَلقِ السّلةْ . ثُمَّ اسحبْ كُرسيَّاً واقعُدْ فلقَدْ صارتْ عِندَكَ .. دولَهْ ! ( 3 ) قال لزوجته : اسكتي وقال لابنه : « انكتم « صوتُكمَا يَجعلُني مُشوّش التّفكير لا تَنبسَا ب ( كَلمَه ) أريدُ أن أكتُب عنْ حرّية التّعبيرْ شكراً للشاعِر « أحمد مطَر « الذي رسم بالكلمات ما تقوم به بعض الانظمة العربية ذات الحزب الواحد والزعيم الاوحد ، ألقاكم والضمائر بالخير تنبضُ وتَتَعَطّر